الرئيس علي ناصر محمد:ندعو جميع القوى الوطنية إلى حوار وطني يمني - يمني شامل، لا يستثني أحدًا، وبالأخص المرأة والشباب

كريتر سكاي/خاص:

تهنئة بعيد الأضحى المبارك

يطيب لي أن أتقدم من أبناء شعبنا اليمني العظيم في كل مكان، وشعوب أمتنا العربية والإسلامية، بأصدق التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلاً الله العلي القدير أن يعيده علينا وعليكم، وعلى شعوب العالم قاطبة بالخير واليُمن والبركات، وأن يكون عيدًا للسلام والوئام والوحدة ووقف العدوان الصهيوني عن الشعب الفلسطيني الصامد في وجه قوة غاشمة تحتل أرضه وترفض بدعم امريكي مساواته في حقوقه بكل شعوب العالم. كان آخر هذا الدعم المخزي استخدام امريكا في ٤ يونيو  لحق النقض في مجلس الأمن ضد قرار وافقت عليه أربعة عشر دولة رأت أن وقف حرب الإبادة في غزة حان وقفها. .

يحل هذا العيد وشعوبنا لا تزال تعاني من وطأة الحروب والصراعات، وفي مقدمتها شعبنا اليمني الذي أنهكته حروب وصراعات عبثية دخلت عامها الحادي عشر، ولم ينتج عنها سوى الحصار والتجويع وتشريد الملايين في الداخل والخارج، وتقسيم الوطن وغياب الدولة ومؤسساتها، وتوقف دفع الرواتب، وانتشار الفقر وتدهور الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والغاز المنزلي والرعاية الصحية، والبطالة، وانقسام الصف الوطني ويستفد منها  تجار الموت والحروب والسلاح.
وبهذه المناسبة نحيي كل من يقف مع حق شعبنا اليمني في السلام والسيادة والاستقلال، ونحيي مواقف كل دعاة السلام والمصالحة والمرأة العدنية الباسلة التي تظاهرت بدون خوف وبكل جرأة ضد تدهور الخدمات والافتقار إلى الأمن في عدن، ورفعت صوتها عاليًا للمطالبة بحقوق الشعب المشروعة في حياة طبيعية وكريمة. إن موقف المرأة العدنية ليس بالجديد وهو امتداد طبيعي لتراثها النضالي المشهود لهابه في عهد الاحتلال البريطاني وفي كافة مراحل النضال الوطني .
إن معاناة المواطن في عدن جزء من معاناة شعبية عامة في كل المحافظات اليمنية، وبهذا الصدد نؤكد أن المخرج منها هو السلام والمصالحة الوطنية الشاملة، واستعادة دور الدولة ومؤسساتها، والتنازلات المتبادلة لتحقيق تطلعات الشعب في الأمن والاستقرار والتنمية والوحدة. ولعل صرخة المرأة العدنية تذكر الكل بالتوقف عن التغييب المتعمد لدور المرأة في الحل السياسي للمشكلة اليمنية، وقبول مشاركتها في عمليتي السلام والمصالحة.

إننا ندعو جميع القوى الوطنية إلى حوار وطني يمني - يمني شامل، لا يستثني أحدًا، وبالأخص المرأة والشباب، يؤسس لمؤتمر سلام جامع يُنهي الحرب، ويضع البلاد على طريق التعافي والبناء والنهوض، وتفعيل دور الدولة ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية وحكم القانون.

وبهذه المناسبة المباركة لن ننسى أن نوجه تحية إجلال إلى الشعب الفلسطيني الصامد، الذي يواجه حرب إبادة وتجويع وحصار وتشويه لمقاومته المشروعة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وما قبلها وحتى اليوم، في ظل لامبالاة عربية وصمت سياسي ودبلوماسي عربي وإسلامي ودولي. إن عزاءنا الوحيد هو التأييد الشعبي المتنامي لفلسطين في العديد من الدول الغربية وغيرها من دول العالم ولحق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير، الذي يزمجر في جامعات وشوارع الغرب، بما فيها الشارع والجامعات الأمريكية، مطالبًا بوقف الحرب وبوقف تسليح دولة التطهير العرقي التي يقودها بنيامين نتنياهو، مجرم الحرب المطلوب للمحاكمة من قبل محمكة الجنايات الدولية يصرر على استمرار الحرب في غزة والضفة الغربية، ويرفض تبادل الأسرى، ويفتح جبهات في لبنان وسوريا واليمن وإيران والعراق، كسبيل وحيد لاستمرار خلاصه من عقوبة السحن وبقائه السياسي وبقاء حكومة الحرب  الفاشية. 
ونحن إذ نحيي هذه المواقف الشجاعة، نجدد مطالبتنا بوقف هذا العدوان فورًا، وندعو العرب، حكومات وشعوبا ، إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني في سبيل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

نعم للسلام .. لا للحرب.
نعم للوحدة والمصالحة... لا للتشظي والانقسام.

كل عام وأنتم بألف الخير

علي ناصر محمد

10 ذو الحجة ١٤٤٦ هجرية الموافق 6 يونيو ٢٠٢٥ م.