أكاديمي يمني: غياب القانون دليل على سيطرة "عصابات من شيوخ القبائل الهمجية"
أكد الدكتور حسين العاقل أن غياب النظام وسلطة القانون في أي مجتمع أو دولة ذات سيادة، يدل على أن هذا ا...
كشفت مصادر عن أجواء تضييق واستهداف "غير مسبوقة" تشهدها المساجد ودور القرآن الكريم في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وسط تحذيرات متصاعدة من ناشطين ودعاة وحقوقيين من حملة "تطهير طائفي ممنهج" تستهدف البنية الدينية والنسيج الاجتماعي في اليمن
وتصف المصادر ما يجري بأنه محاولة "لفرض نمط فكري واحد بالقوة"، وتحويل المساجد من دور للعبادة والتعليم الوسطي إلى أدوات للتعبئة والتجييش وفق رؤية الحوثيين الطائفية، في سلوك يراه حقوقيون تهديدًا مباشرًا للتعايش الديني في البلاد.
تحويل المنابر وحلقات التحفيظ إلى أدوات للجماعة
وأكدت المصادر أن التضييق لم يعد مقتصرًا على السيطرة على منابر المساجد، حيث نقل أحد الأئمة المتضررين قوله: "لم يعد المسجد مكانًا آمنًا. يأتون بخطبة جاهزة ويفرضونها بالقوة، ويجبرون المؤذنين على ترديد شعارات لا علاقة لها بالعبادة. من يرفض يتعرّض للتحقيق أو الاعتقال".
كما طالت الاعتداءات حلقات التحفيظ والمراكز الدينية التي لا تتوافق مع فكر الجماعة، ما أدى إلى إغلاق بعضها واعتقال عشرات المشرفين، وإجبار البعض الآخر على تغيير مناهجها بما يتواءم مع رؤية الحوثيين.
حقوقيون: "استهداف المساجد بهذا الشكل يمزق المجتمع اليمني من الداخل، ويعمّق الانقسام، ويحوّل بيوت الله إلى منصات لخدمة مشروع سياسي وطائفي دخيل على اليمن".
مسار طويل من الاستهداف: من دماج إلى صنعاء
ويؤكد مراقبون أن الحرب على المساجد ليست حادثًا عابرًا، بل هي امتداد لمسار طويل بدأ باستهداف مساجد صعدة خلال الحروب الست، مرورًا بحصار وتفجير مسجد دماج عام 2013 الذي كان يأوي مئات طلاب العلم، وصولاً إلى الاقتحامات المتكررة التي شهدتها صنعاء وريمة وذمار ومحافظات أخرى خلال الأيام الماضية، وكان أبرزها اقتحام مسجد سعوان.
ويشدد المراقبون على أن الجماعة تنظر للمساجد كـ "مواقع نفوذ"، وليس كأماكن مقدسة، محذرين: "حين تصبح المساجد هدفًا عسكريًا أو أمنيًا، فهذا يعني أن المجتمع كله يدخل مرحلة خطيرة. ما يجري ليس خلافًا فقهيًا، بل عملية تغيير قسري لهوية اليمن الدينية".
صمت دولي واستخدام المساجد للتحشيد والتجنيد
وأشارت معلومات متداولة إلى أن الحوثيين يستخدمون المساجد أيضًا كأدوات للتحشيد وإرسال المقاتلين إلى الجبهات، خصوصًا من فئة الأطفال، وهو ما يشكل انتهاكًا مزدوجًا لحرمة دور العبادة والقوانين الدولية لحماية الطفولة.
ولفت الأهالي إلى أن الكثير من حوادث الاعتداء على الأئمة المسنين أو إخفائهم قسريًا لم تُوثق خوفًا من الاعتقال، منتقدين "الصمت" الذي يلف المجتمع الدولي تجاه هذه الانتهاكات رغم خطورتها على السلم الأهلي.
ويطالب مراقبون بضرورة تدخل المنظمات الحقوقية والدولية للضغط على الجماعة ووقف هذه الحملة التي تهدد بتغييرات جذرية في البنية الدينية لليمن وتزيد من الانقسامات والاضطرابات.