محافظ عدن يستعد للمغادرة لقضاء العيد في الإمارات
يستعد محافظ عدن احمد لملس لمغادرة عدن لقضاء عيد الاضحى المبارك في الاماراتوبحسب مصادر فان لملس سيغاد...
موقف ( حدث معي ) بالأمس وانا اتناول الغذاء في إحدى( مولات) عدن ... اخذت طلبي
وجلست على الطاولة وحدي .... أمامي مباشرة في الطاولة المقابلة يجلس رجلً يبدو في (الخمسينات) من عمره
مرتب لبسه و (نظيف) و بيده كانيولا او بالعامية ( فراشة )
على ما اظن أنه مريض ... من هيئة الرجل و منظره
لا (يأتي) في خيالك أن هذا الشخص قد يكون سبب وجوده هنا ما سأخبركم به ... !
بدأت في تناولي طعامي وكلما التفت اليه وجدته ينظر الي و يشيح بنظره ويعود مره آخرى ... ( استغربت ) لكني لم أكترث ... أنهيت ( اكلي) وقبل أن اقوم من مقعدي وقبل أن يصل عامل النظافة ( لأخذ) باقي الطعام أقبل ( مسرعاً )
هذا الرجل الذي كان ينتظر و وضع يده على الطعام و كأنه وضع يده ينتزع ( قلبي ) من مكانه
و قبل أن ياخذه العامل قال ( انا بكل الباقي خليه )
والله الذي نفسي بيده أني شعرت كأن أحدهم( صفعني) بحذاء على ( وجهي) لم أستطع أن انطق بحرف وأحد قلت له ( اطلب ) لك لما (يلتفت) حتى و لم يرمش بعينه ...فقط (منهمك) بالأكل كأنه جائع منذ أيام.... ربما لو كتبت لكم ما كتبت لن اصف قسوة ( المشهد ) الموجع
لست ابالغ بحرف واحد .... لم يطلب الرجل مالاً و لم يشكي و لم يتحدث اصلا (بكلمه ) كان جائعً فقط💔
تحركت من عنده نحو المغسلة و دموعي تسقط دون شعور
دون قدرة على استيعاب الموقف ... كأنني في كابوس ؟!
تمنيت لو اني مت قبل هذا ... أو أنني نمت او انني لم اذهب لتناول الغداء اصلاً .... رجل بعمر ابوك( يبدو) عليه العفاف و العزة من شكله من صوته الخافت من لبسه المرتب و من خجله حين استأذن لتناول باقي الطعام!
غادرت أحمل معي ( الف ) سوأل وخيبة لم يستطع عقلي
تقبُل الأمر و ان ما حدث واقع وصلنا له فعلاً ... أصابني خوفاً وقلق لا أدري كيف اصفه لكم !
في طريقي نحو البيت و إلى الآن لما تفارقني ملامح( الرجل)
الذي (سكب) حزن الأرض كله في صدري .... جائع مريض وحده في هذا العمر .... كأن العالم قد قرر التخلي عنه !
تخيلوا كم رجل و أباً و زوجاً يعيشون هذا الحال الذي يدمي الروح والقلب و يسلب الكرامة !
لعنت نفسي و لعنت هذا الوطن و لعنة كل ظالم و فاسد
جعلوا اعزاء القوم في ذل و قهر يذبحك من الوريد
إلى الوريد ... وصلت بيتي خالياً من أي شعور او رغبة
او احساس ( كتلةُ ) قهرً لا يبتزه وجع و لا آلم !
روادني بيت (حزن) للشاعر الجواهري حين قال :
لم يبقى عندي ما يبتزهً (الآلم)
حسبي من الموحشات الهمُ و الهرمُ
كتب/محمد عادل الاعسم