العليمي لم يرضخ.. بل حمى اليمنيين من عصابة لا تعرف للإنسانية معنى

أثار حديث الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي لقناة "روسيا اليوم" موجة من الجدل، بعد كشفه تفاصيل احتجاز ميليشيات الحوثي أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وتهديدهم الصريح بقصف مطارات عدن والمخا وحضرموت إن لم تُعد الطائرة الرابعة إلى مطار صنعاء.
فقد ذهبت بعض الأصوات لتوصيف ما جرى على أنه "رضوخ للحوثيين"، متناسية السياق الكامل لكلام الرئيس، ومتجاهلة طبيعة العدو الذي نتعامل معه؛ جماعة مسلحة لا تُؤمن بقانون، ولا تُقيم وزناً لحياة المدنيين، ولا تتورع عن استخدام المسافرين الأبرياء دروعًا بشرية.

فما كشفه العليمي لم يكن تراجعًا، بل شهادة حية على طبيعة التهديد الحوثي الذي يتعامل مع المطارات كأهداف عسكرية لا كمرافق مدنية. جماعة أرسلت إنذارات صريحة عبر وسطاء بقولهم: "إما أن تعود الطائرة إلى صنعاء، أو سنقصف مطار عدن ونوقف حركة المطارات في حضرموت وشبوة والمخا".
وفي المقابل، لجأت الحكومة الشرعية إلى خُطة إنسانية عبر نقل الركاب إلى عدن بالحافلات وعلى نفقتها الخاصة. هذا ليس ضعفًا، بل مسؤولية وطنية في أرقى صورها، تضع حياة الناس فوق المزايدات الإعلامية.

إن رفض الحوثيين السماح للطائرات بالمغادرة، وتهديدهم بقصف مطارات مدنية، جريمة مكتملة الأركان تستدعي الإدانة الدولية، لا جلد الذات. 
إسرائيل - التي تُوصف ببطشها - حين قصفت مطار صنعاء قبل أيام، سبقت ذلك بساعة من التحذير للمدنيين، بينما الحوثي، في سابقة بشعة، قصف مطار عدن عام 2020 أثناء هبوط طائرة تقل حكومة كاملة، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى، دون أن يرف له جفن.

إذن، ما الذي أراده العليمي من تصريحاته؟ ببساطة، أراد أن يُكاشف الشعب والعالم بحقيقة هذا العدو. أراد أن يقول: نحن لا نواجه طرفًا سياسيًا، بل جماعة لا تؤمن إلا بالقوة، ولا تملك أي بُعد إنساني. ومع ذلك، أكد العليمي بوضوح أن خيار استعادة الدولة قائم، سلماً أو حرباً، وأن يد السلام ممدودة وفق المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، لكن إذا أصر الحوثيون على العدوان، فالشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي.

ختامًا، ليست الشفافية ضعفًا، وليست المسؤولية خنوعًا. ما فعله العليمي هو وضع النقاط على الحروف، وتحذير الداخل والخارج من مخاطر جماعة لا تمثل أي مشروع وطني، وإنما مشروعًا دموياً عابرًا للإنسانية، وسيظل التحدي الأكبر أمام اليمنيين جميعًا هو إسقاط هذا المشروع، بكل الوسائل الممكنة.