الزبيدي... سلفاكيير الجنوب

دأب البعض في كتاباتهم على عدم مهنية الانتقاد.. فحينما تقرأ لهم تجد نفسك كما يقال بالعامية.. الوله.. أي كلام بلا معطيات وأسباب ودوافع.

ومشاركة المجلس الانتقالي في المشاورات الأخيرة يعد نصرا كبيرا يحققه.. وهي مشاركة دعي إليها بينما كان في بداياته يستجلي الحكومات والمنظمات والمجتمعات الدولية اعتماده شريكا في اي مشاورات تخص الحلول اليمنية.. لكن هذه المرة كان حتمية مشاركته اساسية.

الآمال والتطلعات الجنوبية واضحة لا يشوبها لبس او تشويه..دولة جنوبية مستقلة.. على اعتبار ان الوحدة الاندماجية قد انتهت ولا يمكن العودة اليها  ، ويرون تحقيقها قد حان وما على حامل قضيتهم الا الاعلان عنها.

ومعروف ان المجلس الانتقالي الجنوبي هو حامل وممثل شعب الجنوب في متابعة قضيتهم وتحقيق حلمهم..لكنه يعي تماما انه ليس الممثل للوحيد للجنوبيين سياسيا..واعتقد ومن دون شك ان المجلس الانتقالي قد استفاد كثيرا من تجاربه السابقة سواء الداخلية او الخارجية اثناء مشاركاته في بعض النقاشات والتي كان آخرها وجوده كطرف رئيس امام الشرعية في اتفاق الرياض والذي افضى الى حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال..ولعل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قد هضم اللعبات السياسية واستفاد كثيرا من مكوثه خارج البلاد واحتكاكه برجال السياسة والفكر هناك واستمع لكثير من النصائح وقرأ العديد من تجارب البلدان الشبيهة الى حد.ما بقضية الشعب بالجنوب..ورغم الانتقادات اللاذعة التي تكال ضده ومجلسه الانتقالي حول ماحققه من مكاسب يرون انها ضعيفة..لكنها بالاساس نتائج تفوق المتوقع..والزبيدي يسير بخطوات مدروسة وصحيحة ولعله استفاد من تجربة جنوب السودان والخطوات السياسية التي قادها القائد الجنوبي السوداني سلفاكيير الذي اوصل شعبه في جنوب السودان  دولة مستقلة بتاريخ 9 يوليو عام 2011، في أعقاب الاستفتاء الذي حصل على موافقة بنسبة 98.83% من الأصوات وهي الان دولة عضو في الأمم المتحدة وعضو في الاتحاد الأفريقي.

وهناك من يقول ان تحقيق الانفصال قد آن..وان المجلس الانتقالي بطيئ الحركة وانه ذهب لمناصب ومزايا دون اكتراث بمطالب الشعب الجنوبي..نقول لهؤلاء..ما يخطوه الزبيدي والمجلس الانتقالي يسير في الخطوات المدروسة والصحيحة نحو تحقيق حلم الشعب الجنوبي في استقلاله وبناء دولته..وهناك اسباب واضحة يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار..واهمها..

--لا توجد هناك دولة مستقيمة يستطيع التفاوض معها.. فالدولة اليمنية تعيش حالة حرب ومجزأة المواقف السياسية.. فلا أحد. بعينه يمثل الدولة.

--يعي تماما المجلس الانتقالي الجنوبي انه لايمثل الجنوب سياسيا.. نعم هو حامل القضية والمسؤول الاول عنها لكنه بحاجة الى جهد ومشاركة لكل الاطياف السياسية الأخرى الجنوبية حتى يتجنب الصراعات الداخلية الجنوبية والتي قد تضعف خطوات تحقيق الدولة الجنوبية.

--يعي المجلس الانتقالي ان استقرار الشمال هو بمثابة ديمومة الدولة الجنوبية وعدم انحسارها وانتكاسها ويكون لديها الوقت الكافي لتحقيق جوانب الدولة الرئيسة اقتصاديا واجتماعيا وكل مقومات الدولة.

--اثبتت التجارب الدولية في الحصول على الاستقلال الا عن طريق الاستفتاء ولذلك ادرك المجلس الانتقالي انه لابد من السير في هذا الاتجاه وهذا يتطلب توعية وتكاتف جنوبي ووضوح كامل لما بعد الاستفتاء حتى يثق تماما كل الجنوبيين ان انفصالهم هو الحل الوحيد للبقاء على هذه الارض.. قبل ان يلتهمهم الجانب الآخر.

لقد فطن الزبيدي ادبيات السياسة واصبح قادرا على تحمل دسائسها وخبثها.. وعو يعلم ان البنيان لا يستقيم الا على مداميك صلبة.. ووحد في سلفاكيير جنوب السودان مرجعا يستنير به.. فهو حقا سلفاكيير الشعب في جنوب اليمن.

مقالات الكاتب

هل يوجد دفاع مدني في لحج؟

ينتابني الحزن الشديد عندما اتذكر الحادثة المؤلمة التي راح ضحيتها اطفال ونساء حرقا اما عيوننا.. ورغم...

ازمة الاعلام الجنوبي

نعي جيداً ان للاعلام دورا  لا يقل عن البندقية في المعركة  ،  بل احيانا يحقق انتصارات...