نداء عاجل من قلوب مثقلة بالهموم إلى سيادة محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين
اليوم نكتب والقلب يسبق القلم، والدمعة تسبق الكلمة، فـ 850 موظفًا من موظفي مكتب الصحة والسكان في محاف...
بقلوب يعتصرها الألم، نوجه إليكم هذا النداء الإنساني العاجل، نداء جريحٍ من جرحى الوطن الذين سالت دماؤهم في ميادين الشرف والكرامة، دفاعاً عن أبين وأرض الجنوب ضد قوى الإرهاب.
إنه الشاب ر. أ، أحد أبطال الحزام الأمني في أبين، الذي أصيب إصابة بالغة خلال الحملة الأمنية ضد الإرهاب إلى جانبكم. كان مستعداً أن يضحي بحياته من أجل الوطن، لكنه اليوم يواجه الإهمال والنسيان.
تم إيقاف علاجه في القاهرة وإخراجه من المستشفى، ليجد نفسه عاجزاً مشلول الجسد، محطم النفسية، يقيم في شقة متواضعة في ارض اللواء مع بعض شباب أبين، لا يملك حتى ثمن دوائه أو ما يسد حاجته.
هذا البطل الذي قدّم شبابه وصحته للوطن، أصبح اليوم غريباً، منكسر القلب، يتساءل:
هل هذه هي المكافأة التي يستحقها جريح ضحى من أجل الجميع؟
يا حيدره السيد، يا أبو مشعل الكازمي...
إن هذا الجريح كان بالأمس يقاتل إلى جانبكم، واليوم يصرخ من وجع الإهمال. إن لم يتم إنصافه ورعايته فقد تتفاقم معاناته وتدفع أهله إلى خيارات مأساوية كقطع الطرقات أو التصادم مع الدولة والمجتمع، وحينها ستكون النتائج وخيمة على الجميع.
نرى في المقابل أبناء بعض قيادات المجلس الانتقالي يتنقلون بين العواصم وينعمون بالمال والترف، بينما جرحى الميدان الذين رووا الأرض بدمائهم يعيشون في العوز والخذلان. أي عدل هذا؟ وأي إنصاف؟
نذكّركم بمواقف الشهيد عبداللطيف السيد، الذي لم يتخلّ يوماً عن جرحاه أو مرافقيه، وكان مثالاً للوفاء والإنسانية. فكونوا أنتم امتداداً لوفائه، لا أن تتركوا الأبطال يموتون قهراً في غربتهم.
إننا نرفع هذا النداء العاجل قبل فوات الأوان، لإنقاذ الجريح الشاب ر . أ الذي توقفت نفقاته منذ رمضان الماضي، كي يعود إليه حقه في العلاج والرعاية، وحتى لا يتحول صمته إلى صرخة غضب لا تُحمد عقباها.
الوطن لا يبنى بالإهمال، ولا يصان إلا بحفظ حقوق من ضحّوا من أجله.
أعينوا جرحاكم... فهم شرفكم وعزّتكم.
*رمزي الفضلي