تعز قالت كلمتها
من أوقف انتفاشة الإخوان مؤقتا هم سكان تعز القديمة حين خرجوا إلى باب الكبير وأدوا صلاة الظهر وسط سعير...
حين يجد هوامير الشرعية أنفسهم في مرمى لعنات المجتمع اليمني يدعون الناس والنخب للحفاظ على (اللُحمة) الوطنية بهدف إنهاء إنقلاب السلالي.
حسنا.. أولاً علينا التفريق بين (اللًحمة) الافسادية التي تتقاسمها أطراف الشرعية، و(اللُحمة) الوطنية المنشودة لإنهاء إنقلاب الإمامة واستعادة الجمهورية.
خلق تقاسم (لَحمة) الإتجار بالدم والمآسي بين الهوامير صراعا كبيراً بين مكونات الشرعية النائمة خارج الحدود وأدواتهم المحلية، واستمرار تناحرهم يخدم الإنقلاب ويعزز نفوذه على الأرض.
وتسبب التناحر الدائم بين مكونات المافيا على (لَحمة) الفساد في فقدان الشعب ثقته بالشرعية وحلفاؤها، ولم تجدِ نفعا دعوات وحدة الصف بعد أربعة أعوام من الفشل والفساد.
أما (اللُحمة) الوطنية مطلوبة من القوى والأحزاب في هذا الظرف العصيب ولن تتحق التوافقات دون مراجعات جادة لمسببات الاختلافات بين مكونات الشرعية المهاجرة ذاتها.
ولن تتحول اللُحمة إلى واقعا قبل إزاحة ومحاسبة الآثمين والمقصرين، وإعادة بناء منظومة الدولة، وتفعيل مؤسساتها، وإحباط مخطط تمكين تحالف مافيا المذهب والقبيلة والجماعة في البلاد.
قبل أيام أشهروا في سيئون تحالفا جديدا للأحزاب والقوى المؤيدة للشرعية سميته تحالف (تواليت)، اختصارا لاسم هذا التحالف، ونصبوا أحد الفسده العابرين للمرحل رئيساً لتحالفهم.
لا غاية سامية ترجى من تحالف (تواليت) لأن هدفه غير المعلن إنقاذ المافيا وحمايتها من سخط الشعب، وتبييض صفحات القتلة والفسده القدامى والجدد، وتدويرهم في المشهد اليمني المائع.
مثل هذه التحالفات السياسية المسلوقة على عجل محكوم عليها بالفشل كونها تحالفات فوقية تحمي مصالح زعماء العصابات ولا يعول عليها في تحقيق تطلعات الشعب في بلدنا المنكوبة.
من يقرأ برنامج تحالف تواليت وليس لديه خبرة سياسية وقراءة عميقة للواقع اليمني قد ينخدع بهم، ولكن السواد الاعظم من النخب والمواطنين أصبحوا أكثر إدراكا للغايات المرتجاه من تحالف فوقي يديره أرذل المخبرين.
محمد سعيد الشرعبي