من هو عبداللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني الذي اغتاله تنظيم القاعدة؟

كريتر سكاي/خاص:

مقتل قائد الحزام الأمني عبداللطيف السيد في أبين بهجوم لتنظيم القاعدة
قُتِلَ قائد قوات الحزام الأمني عبداللطيف السيد إثر تفجير استهدف موكبه بمنطقة وادي عومران في محافظة أبين اليمنية

واستهدف عناصر من تنظيم القاعدة موكب قائد الحزام الأمني عبداللطيف السيد بعدة عبوات ناسفة في محافظة أبين جنوبي اليمن.

وقال مصدر محلي، إن عبوات ناسفة انفجرت بالموكب وقتل على إثر ذلك عدد من القيادات الأمنية.

من هو عبد اللطيف السيد؟
في أواخر مارس من العام 2011 ساهم “عبداللطيف السيد” الذي كان قائد إحدى فصائل تنظيم القاعدة في إسقاط “جعار” مركز مديرية خنفر التي أُعلنت حينها “إمارة إسلامية”، ورفعت رايات سوداء تشير إلى تنظيم “أنصار الشريعة” وهو فصيل متشدد يقع تحت لواء “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”.

وأقامت القاعدة في جعار مركزاً لإمارتها التي أطلقت عليها إمارة “وقار” ونفذت محاكمات بحق مدنيين اتهموا من قبل التنظيم بالسرقة وقطعت أيدي بعضهم، لكن على الجانب الآخر كان عبداللطيف السيد يخوض معارك عنيفة مع قادة في القاعدة حول منهوبات وأموال سيطر عليها التنظيم عند سيطرته على جعار، وأدى هذا الاشتباك البيني المباشر إلى تصدع التنظيم من الداخل.

من هو عبداللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني الذي اغتاله تنظيم القاعدة؟

ولم تُقطع أيدي السيد لكنه غادر التنظيم وانتقل إلى معسكر رجال القبائل والمقاتلين المحليين الذين تلقوا دعماً طفيفاً من الرئيس هادي، لاحق التنظيم السيد وتعهد بقتله لكنه غادر مسقط رأسه جعار باتجاه المنطقة الوسطى في أبين حيث سعى لترتيب صفوفه.

وبحسب مصادر، فقد كان السبب الرئيس لخروج السيد من معسكر “القاعدة” هو الصراع على الأموال والمنهوبات التي كان من ضمنها سيارات عسكرية ومدنية وأسلحة، ولم يكن الأمن صحوة من الرجل إزاء سياسة الإرهاب التي ينتهجها التنظيم أو خلافاً على مبدأ.

وتقول مصادر خاصة إنه بعد مغادرة السيد جعار وزنجبار ظلّ يتنقل بين يافع والمنطقة الوسطى في أبين لإعادة ترتيب صفوفه ومع قرب معركة تحرير أبين بدأ بالظهور وقاد هجمات منفصلة على التنظيم في جعار عام 2012 ما عزز موقعه كقائد محلي واستطاع استقطاب الكثير من رجال القبائل إلى جانبه وبالتالي مضاعفة نفوذه إلى جانب تأثيره الاجتماعي والقبلي في جعار ليصبح بذلك نقطة الوصل بين الحكومة والمقاتلين المتطوعين من رجال القبائل.

من هو عبداللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني الذي اغتاله تنظيم القاعدة؟

قائد اللجان الشعبية الجنوبية
مطلع العام 2012 أصبح الرجل بشكل رسمي قائداً لفصائل مسلحة من رجال قبائل ومقاتلين محليين أطلق عليهم اسم “اللجان الشعبية” وتلقى السيد دعماً كبيراً بالسلاح والمال ليؤسس ويقوي تلك اللجان من حكومة الرئيس هادي الذي لجأ إليها لضرب القاعدة اجتماعياً في مناطق نفوذها إلى جانب كونها رديف مساعد لقوات الجيش، وبالفعل فقد قاتل التنظيم بشراسة وساهم في دحرهم من جعار وزنجبار.

ومنذ ذلك الحين تولى قيادة اللجان الشعبية الجنوبية التي توسعت في عدة مدن، وخلال الثلاثة أعوام تعرض السيد لعدة محاولات اغتيال يُعتقد أن تنظيم القاعدة يقف خلفها، وفي إحدى العمليات تضررت عينه اليسرى وأصيب بجروح في يديه وكسور في جسمه.

مقتله في أبين
واليوم الخميس، قُتل أربعة عناصر من قوات “الحزام الأمني” في انفجار عبوة ناسفة الخميس في محافظة أبين.

وأفاد المصدر وكالة “فرانس برس” شرط عدم الكشف عن اسمه عن مقتل “مسؤول أمني” مع ثلاثة مقاتلين آخرين في انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم شرق مديرية مودية في محافظة أبين الجنوبية.

وأضاف المصدر أن “انفجار العبوة حصل ظهر الخميس أثناء عبور موكب قائد الحزام الأمني في محافظة أبين عبداللطيف السيّد الذي كان يتفقّد أحد المواقع في منطقة مشتعلة وتشهد مواجهات يومية بين قواته وعناصر تنظيم القاعدة”.

وأكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي في بيان مقتل “القائد البطل عبداللطيف محمد حسين بافقيه (السيّد)، قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، وعدد من مرافقيه، الذين طالتهم أيادي الغدر والإرهاب”.

وأكد مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” أن السيّد الذي قاد عمليات أمنية كبيرة ضد الجماعة المتطرّفة في جنوب اليمن، نجا من عدة “محاولات قتل معظمها بعمليات انتحارية دبّرها عناصر القاعدة”.

نعى رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، ببالغ الأسى والحزن، العميد عبداللطيف محمد السيد، قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، وعدد من مرافقيه، في عملية إرهابية غادرة، وهم يؤدون واجبهم في ملاحقة فلول عناصر التنظيمات الإرهابية.

وأشاد الدكتور معين عبدالملك، في برقية عزاء بعثها الى عائلة الشهيد عبداللطيف السيد، بالأدوار البطولية الشجاعة للفقيد في معركة تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيا الحوثي الإرهابية، ومواقفه المشهودة في محاربة التنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، وقيادته الشجاعة للعمليات العسكرية ضد فلول العناصر الإرهابية في محافظة أبين.. مؤكدًا ان المعركة الوطنية ضد الإرهاب والانقلاب مستمرة حتى تخليص كامل ارض الوطن من شروره وافعاله الاجرامية.