الريال اليمني ينهار.. والمجاعة تقترب بشبحها الأسود

الريال اليمني يواصل انهياره المخيف أمام العملات الأجنبية، في مشهد مأساوي يعكس حجم الكارثة الاقتصادية التي تعصف بمناطق سيطرة الحكومة الشرعية. لم يعد الحديث عن أرقام صرف مجرد شأن اقتصادي، بل هو مقدمة لانفجار إنساني ومجاعة لا مفر منها، تتربص بالملايين من اليمنيين في ظل غياب أي حلول حقيقية من الجهات المعنية.

المشهد اليوم قاتم ومؤلم. كبرى المدن اليمنية تعيش بلا خدمات أساسية. مدينة تعز بلا ماء، والناس فيها يقطعون مسافات طويلة لجلب قطرات تنقذ أطفالهم من العطش. أما عدن، العاصمة المؤقتة، فقد تحولت إلى مدينة مظلمة، لا كهرباء فيها، ولا استقرار في أبسط مقومات الحياة.

الأدهى من ذلك أن موظفي الدولة لم يعد لهم قيمة تُذكر. الرواتب  حين تُصرف  لا تكفي لتغطية كيس دقيق، فقدت قيمتها الشرائية تماماً، وتحولت إلى أوراق بالية في ظل الانهيار الجنوني للعملة المحلية. الموظف الذي كان يحمل لقب "موظف حكومي" بات اليوم أقرب إلى متسول، ينتظر الفتات في طابور طويل من الأزمات المتلاحقة.

في ظل هذا الواقع، يترقب المواطن اليمني معجزة من السماء، خلاصاً خارقاً يبدد هذا الظلام ويعيد الحياة إلى مجاريها. لكن الحقيقة المرة تقول: لا أحد سينقذك.. إلا أنت!

الحل لم يعد في يد السياسيين ولا في يد الحكومات ولا حتى في يد المجتمع الدولي. الحل بيد الشعب، وحده القادر على كسر هذا الجمود، ورفع صوته في وجه الفساد والخذلان، واستعادة حقه في حياة كريمة.

ما يحدث اليوم في اليمن ليس قدراً محتوماً، بل هو نتيجة طبيعية للسكوت على الظلم، والاستسلام للواقع. وإذا استمر الصمت، فإن القادم سيكون أسوأ.

مقالات الكاتب