ناشط سياسي يتحدث عن منعطف خطير يشير إلى تحولات نوعية في حضرموت

كريتر سكاي/ خاص

قال السياسي عادل الكثيري : ‏كَناشطٍ ومُتابعٍ للشأن الحضرمي، أرى أن المُنعطف الحالي في حضرموت يُشير إلى تحوّلاتٍ نوعية على الصعيد السياسي، قد تُؤسس لمرحلةٍ استثنائية إن نُظمت بوعيٍ جماعي. فبعد عقودٍ من التهميش والانقسامات، بدأت ملامح إرادة محلية واعية بالتبلور، تعكس رغبةً جادة في تجاوز إرث الماضي وتشكيل رؤية مستقبلية تجمع بين الهوية الحضرمية الأصيلة ومتطلبات العصر.  

واضاف الكثيري : لا شك أن الطريق نحو الاستقرار السياسي ما زال يحتاج إلى خطواتٍ عملية تعزز الحوكمة المحلية وتُشرك الشباب والكفاءات في صناعة القرار. لكن المؤشرات الإيجابية الحالية، مثل الحوارات المجتمعية المكثفة وبروز مبادرات شبابية فاعلة، تُنبئ بإمكانية تحقيق نقلةٍ نوعية. ومتى ما تحقّق هذا الاستقرار، ستكون حضرموت أمام فرصةٍ تاريخية لإطلاق طاقاتها الاقتصادية الهائلة: من الزراعة الواعدة في وادي حضرموت، إلى الثروة السمكية على السواحل، مروراً بالسياحة الدينية والثقافية التي تزخر بها المنطقة، ناهيك عن موقعها الاستراتيجي كجسرٍ بين آسيا وإفريقيا.  

وتابع: أما على الصعيد الأمني، فإن تعزيز الشراكة بين القبائل وأجهزة الدولة، مع الاستفادة من التجارب الناجحة لدول الجوار ، سيسهم في بناء نموذجٍ أمني مستدام. وقد تكون "الحوكمة القبلية" الرشيدة – التي تجمع بين العرف والعصرنة – إحدى الأدوات الرئيسية لتحقيق ذلك.  

وأوضح : ولفهم حجم الإنجاز، يكفي استحضار حالة التيه التي عاشتها المنطقة قبل 13 عاماً: غياب الرؤية الموحدة، وهيمنة اليمنيين على القرار، وتفكك النسيج الاجتماعي تحت وطأة الصراعات الشخصية . أما اليوم، فالحضارم بدأوا يكتبون سرديتهم الخاصة، مستفيدين من دروس الماضي ومُدركين أن تحرير الإرادة المحلية هو المدخل الحقيقي لأي تنمية.  

واختتم: وكان التحدي الأكبر  هو تحويل الزخم الشعبي إلى مشروع اصبح حقيقة (مجلس حضرموت الوطني)و ميثاق تم توقيعه  يضمن حقوق جميع المكونات، ويُحوّل التنوع من مصدر للخلاف إلى رافعة للبناء. فحضرموت التي أنجبت رواد التجارة والثقافة عبر المحيطات قادرةٌ على إعادة إحياء دورها الحضاري، شرط أن تنتصر إرادة أبنائها في صنع السلام قبل الحرب، والحوار قبل الصراع.