يا رب احفظ صنعاء وأهلها.. وعدالة السماء فوق كل شيء
لا يمكن لعاقل أن يرضى بقصف المدنيين أو أن يرى دماء الأبرياء تُسفك تحت أي ذريعة فالحرب لا تفرق بين طف...
سبحان الله.. في التسعينيات غنى عيدورس الجعدني عن قيادات الحزب وأبناءهم واليوم في 2025 كأنه يقصد قيادات المجلس الإنتقالي وأبناءهم
آه يا عين... حين تبكي عدن من جديد بين الأمس واليوم... عيدروس الجعدني يفضح خيانة العصر
كلما سمعت صوت الفنان عيدروس الجعدني وهو يردد:
"آه يا عين اصح اشوف حولك ثعابين... كل ثعبان له صورة جميلة ولا وين"
يعود بي الزمن إلى التسعينيات إلى تلك الأيام السوداء التي عاشها أبناء الجنوب تحت قهر القيادات المتسلطة وأبنائهم الذين تلاعبوا بمصير شعب كامل.
كان عيدروس الجعدني يغني لنا الحقيقة كما هي:
كان يقصد أولئك الذين حللوا لأنفسهم كل شيء:
لهم المال، والسيارات الحديثة، والمنازل المكيفة، والحياة المترفة...
ولأبناء الوطن البسطاء: الحرمان، والجوع، والقهر
وإذا ما تجرأ أحد ليرفع صوته مطالبًا بحق، كانت التهم الجاهزة تلاحقه:
"خائن! عميل! مندس!"
يا عيدروس...
كأنك لم تكن تغني لأمس بعيد بل كنت تبكي عدن اليوم!
ها هي الوجوه نفسها قد عادت وإن اختلفت الأسماء والشعارات.
أبناء وقيادات المجلس الانتقالي اليوم يلعبون بالمال كما يلعب الصبيان بالتراب
يسافرون بين دبي وبرلين،
يتنعمون تحت مكيفات الرفاهية،
بينما أبناء عدن يُدفنون أحياء تحت لهيب الصيف وانقطاع الكهرباء،
يموتون جوعا وقهرا ولا أحد يسمع أنينهم.
وكلما رفع فقير صوته يطالب بحقه،
انطلقت اللعنة نفسها:
"خائن! عميل! مأجور!"
قالها الفنان عيدروس ببصيرته:
"يعرفوا يخطبوا فينا بخبرة وتمكين... عندهم علم في فن الخطابة وتمرين
بالمظاهر يغروا الأبرياء والمساكين... يلبسوا ملبس القاضي وداخلهم شياطين
عندهم مال ما يحصى سوى بالملايين... مال ما يملكه حتى كبار السلاطين
يركبوا الطائرة واحنا على الأرض حافين... يوم في الهند يتمشى وساعة في برلين"
آه يا عيدروس...
آه يا عين...
لقد رأينا الثعابين بأم أعيننا،
رأيناهم يبتسمون للكاميرات
ويتحدثون عن الوطن وهم يذبحونه من خلف الكواليس.
رأيناهم يتاجرون بالأحلام، ويغتالون المستقبل أمامنا دون أن ترف لهم عين.
ومع كل وجع،
ومع كل خيبة،
ومع كل دمعة تسقط من أعين أمهات عدن،
يبقى وعدك لنا حيًا.
يبقى صدى صوتك يشق جدار الخوف:
"آه يا عين... بترجع عدن"
عدن لا تموت،
وإن خانها الكثيرون
وإن طعنها أبناؤها
عدن ستقوم من تحت الركام وستطرد الثعابين مهما طال ليلهم.
* رمزي الفضلي