"القرد بعين أمه غزال"... والمشكلة ليست في القرد، بل في الأم!

يتنكر البعض للمشاكل التي نواجهها في وطننا، ويصورون الأمور على أنها طبيعية أو حتى مثالية لمجرد أن الشخص المعني هو يمني. في عالمنا اليوم، علينا أن نكون قادرين على التفريق بين دعم الشخصيات اليمنية الناجحة وبين غض النظر عن الأفعال التي تضر بمصلحة وطننا فالدعم لا يعني التغاضي عن الأخطاء او السكوت عن التزوير، بل يتطلب منا وعي وتقييم عقلاني.

نعم، نحن بحاجة إلى دعم كل يمني ويمنية، ولكن هذا الدعم لا يجب أن يكون أعمى. الدعم هو في الأصل موجه نحو النهوض بالوطن، وليس بالسكوت عن الأخطاء التي يرتكبها البعض سواء في الداخل أو الخارج. فليس كل من يدعي النجاح هو قدوة. وليس كل من يتحدث باسم الوطن هو جدير بالاحترام. الحقيقة تتطلب منا أن نكون صريحين وناقدين، لأن السكوت عن الفـ٫…ساد والنصب والتزييف ليس دعما للوطن، بل تدميرا له.

أما عن الحجة التي تقول: (إذا لم يضر الشخص وطنه فلا ينبغي التشكيك فيه) فهذه وجهة نظر صحيحة على السطح، ولكنها تغفل حقيقة مهمة، وهي أن الشخص الذي ينشر الكذب أو يضلل الناس يضر بشكل غير مباشر بمصلحة وطنه. نحن لا نتحدث عن أفراد يحاولون إثبات أنفسهم بشرف وجدارة، بل نتحدث عن أشخاص يسيئون استخدام منصاتهم أو تاثيرهم لأغراض شخصية على حساب سمعة وطننا.

إذا كانت عواقب أفعال هؤلاء الأفراد لا تضر مباشرة بالوطن، فهذا لا يعني أن السكوت عن أخطائهم مقبول. لأن السكوت عن الأخطاء يؤدي إلى تكريس ثقافة التزوير والتضليل، وهذه الثقافة هي التي تخلق بيئة خصبة للفـ..،سـاد. من حق كل يمني أن يسعى لتحقيق أهدافه، ولكن من واجبنا جميعا أن نكون يقظين لما يحدث حولنا، وألا نسمح للفـ..،ساد والتزوير بأن ينمو تحت مبررات عاطفية أو غير منطقية.

في الاخير كما قلت، لسنا وكلاء الله على خلقه، ولكننا وكلاء على وطننا. وواجبنا أن نتحمل المسؤولية في تصحيح المسار، حتى وإن كان النقد غير مريح للبعض فحماية الوطن تتطلب منا أن نكون شجعان في مواجهة الأخطاء، وألا نغض الطرف عنها لمجرد أننا نتعامل مع شخص يمني...

كفى!
فليس كل من يرفع راية الوطن هو صادق. وليس كل من يدعي النجاح هو قدوة.
الفـ..،ساد والتزوير لا يعالجا بالعاطفة، بل بالوعي واليقظة.
والحقيقة ليست خيانة، بل هي ما يحفظ لنا كرامتنا وسمعتنا.

سمير سعيد فارع