"عيد اليمنيين"
يعيش اليمنيون قبل دخول عيد الأضحى المبارك حزنا عميقا على وطن تموج به الأمواج المتلاطمة شمالا وجنوب...
ذهبتْ أربع سنوات منذ مناقشتي العلمية لدرجة الدكتوراه في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في جمهورية السودان العظيمة؛ وما أحسست بالغربة في وسط علمائنا وأحبابنا السودانيين الكرماء؛ ونلت في يومها درجة الدكتوراه في تخصص التفسير وعلوم القرآن بتقدير عام ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة كأول رسالة علمية تناقش في جامعة القرآن الكريم في مشروعات تعقبات المفسريين المتتابعة إلى يومنا هذا في الجامعات السودانية؛ وما من باحث إلا ويرجع إلى رسالتي العلمية ويذكرها من الدراسات السابقة؛ فلله الحمد والشكر على ذلك؛ فما أجملها من ذكريات في ظل نزيف وطننا العزيز اليمن وتكالب الأعداء عليه داخلياً وخارجيا بهذه الحرب المشؤمة لسنوات عديدة.
فدراستنا على نفقتنا الذاتية أي "على حسابي من وإلى" كأستاذ جامعي في محافظة الحديدة دون أي إسهام بقليل أو كثير من المسئوليين عنا؛ لشغلهم الشاغل بالمناصب والوجاهات والترقيات وجبهات القتال؛ بل زادوا الطين بلة بقطع رواتب موظفي الدولة أكثر من سبع سنوات تقريبا؛ وأنا واحد من الموظفيين المحروميين من رواتبهم لأكثر من سبع سنوات؛ فشتان بين مَن يعيش في جبهات العلم لإحياء أنفس من الجهل إلى العلم ومَن هم في جبهات القتال لإزهاق أرواح البشر وحرمانهم الحياة.
فيا مَن تتشدقون باسم الوطنية أليست هذه قمة الوطنية أن يكمل الأستاذ الجامعي دراسته العلمية العليا الدكتوراه لمدة ثلاث سنوات على نفقته الذاتية في خارج الوطن في ظل هذه الحرب الغاشمة وانقطاع رواتب موظفي الدولة ؟!.
فأقول بحق وللأسف الشديد: وطننا العزيز اليمن مقبرة المواهب: