محمد فارع الشيباني و١٣ يناير ٨٦ في عدن

(الشيباني) كل انسان مؤدب كان يفضل الجلوس في بيته من 13 يناير 1986م والى نهاية الشهر وانجلاء المشهد عن نتيجة الاحداث. !!
متى كان الانسان في عدن على استعداد تام من اجل الانتقال من عدن الى صنعاء ان يدفع بكل شقاءعمره وممتلكاته كلها وبيته بكل محتوياته  مقابل سفر آمن الى صنعاء؟ تضاعف الاحساس بذلك المطلب الوجودي بعد تلك الاحداث، عند صديقي محمد فارع الشيباني، فقد قام بتلك الصفقة بالذات تحت الحاح زوجته وبناته اللذين ملوا توالي الاحداث بين كل عدد من السنين واخرى. !!
وقد حكى لي سره بالتفصيل راجياً ان اكتمه عنه، وطلب من قيادي في جبهة "حوشي" ان يدبر له ذلك الانتقال الامن واتمام الصفقة التي تعود رجال حوشي على تدبيرها لمن يريد مقابل ان يدفع بيته وكل املاكه لمن يقدر.. وفوق هذا وذاك قدم محمد فارع لمخلصة سيارته فوق الاتفاق ليتم كل شيء بسلاسة واتقان.. وبدأ الرحيل الكبير اولاً بترحيل الزوجة والبنات الى ابوظبي عند الصهير غازي علوان.. ثم ترحيله هو براً ليلحق بهم في صنعاء بعد انتقالهم لجمع الشمل في صنعاء عند الصهير الحبيب. !!
تلك السنوات من اولها والى آخرها كانت اغلى سنوات البناء والتعمير من حولنا في عدن وكل الشمال.. وشهدت قمة موسم الهجرة الى الشمال.. ولكن لابد من بعض "الزنقلة"،،فبسبب الاهتمام المشترك لكلينا بالسينما قررت ان اعبر عن نتيجة الاحداث  تلك بكتابة سيناريو لفيلم كرتوني قصير لمدة خمس دقايق لمقاومين يلصقون صورة علي ناصر بفتحة عقبة عدن الجبلية، وبعد غيابهم يخرج رجال الشرطة المنتصرون ويمسحون الصورة، لكن اثرها يبقى في الجبل.. ويعاود المقاومون الرسم في الجبل مرة اخرى.. وتعاود الشرطة المسح  !! وتتكرر العملية عدة مرات بين اللصق والمسح، ثانية وثالثة وعاشرة، لصق ومسح حتى بقي اثر صورة الزعيم محفوراً في الجبل.. فاحتارت الشرطة فيم تفعل. !! فأهتدت الى خيار ضرب موقع الصورة بالمدفعية.. وفعلاً جلبت المدافع وبدأت الضرب لموقع الصورة في الجبل.. ضربته لدقائق متوالية وامتلأ الكادر بالدخان.. وبعد ثوان صامتة انسحبت الكاميرا وانجلئ المنظر عن صورة ختامية تمثل ذلك الجزء من الجبل وقد تحول الى تمثال ضخم للزعيم. !!!
بدأ محمد فارع شيباني لجوئه الى الشمال بدخول الحبس كعادة اخواننا هناك في استقبال اي جنوبي.. وبعد 20 يوماً اخرجه غازي علوان وعبدالله البار، وكيل وزارتنا من الحبس،  وعينه غازي علوان مديرا عاماً عنده لشركته بلقيس اليمن.. اما ماكان من شأن الفيلم الكرتوني فقد قام الشيباني بتنفيذه في رحلة له الى لبنان واحضره في نسخة فيديو عرضها لنا بعد 4 سنوات في بيت الاستاذ عبدالله البار حين زرت صنعاء.. لكن تنفيذ الفيلم لم يكن متقناً كما تخيلته ولكن ما باليد حيلة. !!
والان... دارت الدوائر.. كم يعرض اليمني من المال مقابل اخراجه من اليمن من الجنوب الى الشمال. ؟!! او من الشمال.. او العكس.. او من اليمن الى اي مكان

مقالات الكاتب

صالح منصر السييلي: لفتة!

صالح منصر السييلي، عميد، تولى وزارة أمن الدولة، تولى محافظة عدن، بعد مقتل سعيد صالح، عارض إقامة وحدة...

الكودي عنتر المثير للجدل

علي احمد ناصر البيشي واسمه الكودي عنتر، كان رجلاً مثيراً للكثير من الجدل، ذكي بالفطرة ومناضل صلب شجا...