اتعايرني ببناتي الصم والبكم ياابو مهند… !
ابو مهند يعايرني بحكم الله وفي شهر رمضان يسخر من عائلتي حيث يقول ومن على صفحتة وبأسم مستعار يدعى ألو...
اقلعت عن القات من اجلها ..ونا من اجل واحد تجنبت العرب وبقيت وحدي ..وفي هذه الايام سألني الكثير من الاصدقاء ..عن سبب اقلاعي عن القات ..ومنهم عمر عبادي.. وصديقي أبو خالد اليزيدي الجنوبي والذي وعدني بزيارة ان شاءلله وان كان في العمر بقية ..وعلى ان نتناول القات وياه ..بقريتي ارض البدو والرعيان…
وهأنذا منتظر ابو خالد ..اما سبب اقلاعي عن القات والسجارة فقد كنت قبل 20 سنة اتناول القات والسجارة بشراهه ..فبعدما آويت من المدرسة كمعلم بواحات البادية مضارب الاهل والخلان.. وتغديت فته خبز بلبن الاغنام ..وكنت اتفياء بجانب دارنا القديم… وياداره دوري ديري وضلي دوري فينا.. بدأت بتناول القات ومن جلسة سليمانه اراد لي الله منها ان تكون آخر تخزينة لي من القات ..إلا فيما ندر ولايتعدى تناولي على اربعه اغصان فقط…
فقد اقلعت عن هذه الآفة المدمرة.. حينما لاحت مني التفاته نحو بنتي اشجان العين ..وهي صماء وبكماء وبتعبيرنا نحن البدوان عجماء ..وهي تحتل الترتيب الثالث بعد اخواتها الاربعة الصم والبكم.. فعندما نظرت الى اشجان بنتي وهي تخصف حذائها البالية والقديمة والعرق يتصبب من جبينها ..هرعت نحوها لمساعدتها فحدثتني معاتبه لي حيث قالت وبلغة الاشارة ..وسلم ولو حتى بكف الاشارة يامن على قلبي وليت الامارة .. قالت لي اشجان الروح والخاطر.. لولا القات والسجارة كنت باتشتري لي حاذي جديدة من هذه الحذيان التي اتعبتني وانا اربطهن وشلهن على كتفي ..
.فشعرت ان الدنيا اظلمت في وجهي ..وذهبت يومها في نوبة من البكاء والنحيب وبصوت مسموع ..حتى رقت لحالي اشجان العين ومسحت مدامعي وحضنتني وهي تقبلني من رأسي حتى اخمص قدمي ..ومن يومها آليت على نفسي ان اقلع عن القات والسجارة ..وكنت ابكي وابتهل إلى الله ان يعينني عن الاقلاع ..فأستجاب لي ربي شاكرا واقلعت عنه مع السجارة ..بعدها تحسنت حالتي المعيشية واستطعت ان اشتري لاشجان وخواتها جزمات وملاثم جديدة..
كانين بناتي سعيدات لتبطيلي للقات وكانين يثنين عليه ويشجعيني عن الاقلاع ويجلبين لي المرآة ويقولون شف وجهك ابيض وجميل لما بطلت القات والسجارة.. واستبدلت ذلك بقراءة القرءان والاحاديث النبوية والروايات من الكتب… ومن اجل بناتي تركت البادية وانا اجر خيبة الامل ..ولو عاد بي الزمان لتمنيت العودة الى البادية قريتي وملاذي وفردوسي الضائع.. اتذكرها كلما تقدمت بي السنون من العمر ..لحيث وقد استقر بي الحال والمآل بمدينة مودية وطني الثاني ..تحسنت احوالي بكثير وتعلمين بناتي حرف يدوية ..
بعدما دعمنا ولدي ابو عبدالرحمن النقيب اليافعي ..بمكائن خياطة وادوات حرفيه من الرسم والتطريز واصبحنا بحمدالله اسرة مكافحه نستطيع ان نوفر قوت يومنا مع الكماليات بكل يسر وهذا بفضل الله اولا ثم بفضل بناتي الصم والبكم ..وهذا محدثكم ابو اشجان العين