زيارة رجل الكهف إلى عدن... هل أصبح الترند أهم من هموم المواطن؟

تابعت خلال اليومين الماضيين الضجة الإعلامية التي إجتاحت وسائل التواصل الإجتماعي كافة بشأن  زيارة (رجل الكهف) إلى العاصمة عدن بدعوة ورعاية كريمة حد تعبيرهم  مقدمة من قيادة البنك الأهلي اليمني وذلك الإستقبال المهيب له في مطار عدن   
ولقاؤه بمدير أمن العاصمة وعدد من القيادات المصرفية  وجمع غفير من الشخصيات الحكومية و الإعتبارية... و لكن ما الداعي لكل ذلك(الهبل) والمواطن في عدن يئن من وطأة الحرمان من كافة حقوقه الخدمية من (كهرباء ومياه وصحة وتعليم) إضافة إلى الوضع الإقتصادي الكارثي وتدهور قيمة العملة والتي أثرت بشكل كبير في حياة المواطن وأصبح على شفير المجاعة ؟ ...
إن مايجري في العاصمة عدن  يعكس خللاّ حقيقياٌ في ترتيب  الأولويات لدى كثير من الجهات ويعكس إنفصالاّ مؤلماٌ بين النخبة الحاكمة والواقع المعيشي الصعب الذي يواجهه الناس يوميا...

لقد نسي المسؤولون في هذا الوطن أدوارهم الحقيقية وبات (الترند) هو المحرك الأساسي لقراراتهم وإهتماماتهم وأصبح جذب الأضواء والتصدر في مواقع التواصل الإجتماعي أولى من النظر في معاناة الناس وإحتياجاتهم اليومية .

وتساءلت هل يمكن للمواطن البسيط أن يلتقي بتلك الشخصيات لعرض مشاكله وهمومه عليهم ؟ وهل سيتم إستقباله بنفس تلك الحفاوة التي قدمت لرجل الكهف ؟

أم أن المواطن البسيط ليس إلا رقمًا مهملًا في سجل طويل من التجاهل والإقصاء؟
وبينما يحتفي المسؤولون بـ"الترند"، يظل المواطن العدني يصارع في سبيل البقاء، وحيدًا في معركته مع الأزمات....

مقالات الكاتب