الى رفيق السجن صاحب القلم الرشيق صلاح السقلدي

قرات ماكتبته .. عشنا معا اجمل شهور الوفاء للقضية .. لم ننحن في سجن الامن السياسي بصنعاء تحت الارض .. لم ننكسر امام قضاة الباطل بل كنا من خلف الاقفاص نطلق عنان صوتنا بالحق مزهوين بالكرامة .

لا يمكن ياصديقي لحر ذاق ويلات السجون وواجه الباطل في صنعاء وهو مصفد اليدين ان ينحرف عن هدفه او يبيع قضيته .. كان يمكنه ان يفعل ذلك وهو في تلك الحالة البائسة وشوقا لوالدته الوحيدة رحمها الله التي تركها في مدينة بعيدة وحيدة تعاني الامراض .

لا ياصديقي .. ثق تماما .

انت يارفيق السجن لم تغيرك السنين ولازلت ثابتا على العهد على الرغم من انني ارى انك مندفع باتجاه مخطئ في قراءته واجتهاده .. مثلك مثل رفيق السجن الشجاع البطل احمد الربيزي واقع في الاجتهاد الخطا .

ان ما نمر به اليوم من منعطف عصيب في القضية الجنوبية حري بنا جميعا بالتوقف فورا عن تصور انني على الصواب وغيري على خطا في ظل تدفق الاموال الاقليمية واستخدام الاعلام والاقلام وتوجيهها لضرب المعنويات الوطنية عبر تفشي لغة البذاءة .

اليوم نحن على اعتاب اتفاق جده الذي سالت من اجله دماء جنوبية في حين لا تحمل اسطره اي ملامسة ولو حانية عن قضية الجنوب .

قلت لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في لقاءنا به اليوم .. قضية الجنوب قضية حية وغدا حين توقعون ويعود الانتقالي الى عش السلطة الذي سخر كل شي من اجل الوصول اليها لن تموت القضية فهي متجذرة في الوجدان ولازال الحراك الجنوبي الذي لم يتلوث بالسلطة امينا عليها .. ربما تعاق القضية لفترة زمنية لكنها ستعود اقوى .

ياصلاح ياصديقي .. كنا معا في الحراك النبيل وسنعود غدا او بعد غد .. لا اموال ولادول ترعى مصالحها وتجعلنا جسور مرور لها فكنا احبة وعلى تلقائيتنا متوحدين .. اليوم باسم القضية فتتونا وفتنونا وجعلوا من بعض القادة موظفين في الثورة الجنوبية يستلمون اخر الشهر مرتبات خيالية .

دع الايام تمر .. ولن ادعوك لمغادرة مربعك .. ابقى فيه طالما ترى انه المربع الصح .. هي ايام معدودة وسنجد انفسنا جميعا في مازق جديد يهد مابنينا .

خالص تحياتي ومحبتي .