رحيل مؤثر.. علي عنبة يودع الحياة في الغربة بعد رحلة من التعب وقسوة الحو ثي على الفنانين

كريتر سكاي/خاص:

​بقلوب يعتصرها الألم، ودّع الوسط الفني اليمني والعربي الفنان الشعبي علي عنبة، الذي وافته المنية في العاصمة المصرية القاهرة يوم 10 أكتوبر 2025، بعد أيام قليلة من وصوله إليها.
​لم تكن وفاة الفنان القدير مجرد حادثة صحية عابرة، بل جاءت بعد رحلة قاسية من التعب والضغوط دفعته مرغمًا لمغادرة وطنه. فقد عانى "عنبة" من أعباء الحياة اليومية، مروراً بقضية شريعة استمرت لست سنوات أنهكت كاهله، وصولاً إلى التضييق على الفنانين الذي أصبح سبباً رئيسياً في انقطاع مصدر رزقه.


وبحسب مقرب ن لكريتر سكاي فان  القيود المفروضة على الحفلات والسمرات الليلية، التي كانت تمثل مصدر دخله الوحيد بحكم عدم إحيائه الأعراس النهارية، هي "القشة التي قصمت ظهر البعير". أمام انسحاب الحجوزات وإغلاق الأبواب، اتخذ الفنان المسن قراراً صعباً بـالهجرة النهائية مع زوجته وأطفاله بحثاً عن حياة كريمة في مكان آخر.


​غادر علي عنبة اليمن في 22 سبتمبر، ووصل إلى القاهرة ليبدأ ترتيب حياة جديدة لأسرته، من إجراءات إقامة إلى تسجيل أطفاله في المدارس. لكن القدر لم يمهله طويلاً، ففي مساء يوم 10 أكتوبر، وبينما كان يجهز لعشّه الجديد، داهمته نوبة سكر مفاجئة أدخلته في غيبوبة. وفي لحظات الغربة المؤلمة، تأخر اللحاق به بسبب وجود أطفاله الصغار وحدهم، حتى تدخل الجيران والأصدقاء لاحقاً.
​بعد محاولات إنعاش في المستشفى باءت بالفشل، لفظ "عنبة" أنفاسه الأخيرة، مصداقاً لقوله تعالى: "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ".


​وقد فجّر رحيله موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حمّل ناشطون جماعة الحوثي المسؤولية المعنوية عن وفاته، متهمين إياها بـ"الاضطهاد الثقافي" الذي يدفع بالمبدعين والفنانين، وعلى رأسهم فنان شعبي بحجم علي عنبة، إلى الهجرة والرحيل القسري.