كتب عدنان الحبشي:تعز العظمى

كريتر سكاي: خاص

 

 

كلُّ ما في الأمرِ أننا من تعز ، من جغرافيا ربطت جنوب اليمن بشماله وغربه ووسطه فشكلت ثقافتنا عمقاً إستراتيجياً شمالا وجنوبا شرقا وغربا وملأنا الدنيا ضجيجا بالأناشيد والأهازيج وملأنا الحياةَ حياةً فصنعنا الأجيال وصدرناهم لقرى ومدن البلاد يلقنونها أبجديات السياسة والقراءة والكتابة في آن واحد ، وأنتجنا المستهلكات فصدرناها للأسواق مواكبة للعصر وخدمة للإنسان اليمني ، ومثّلنا اليمن في المحافل أفضل تمثيل في الخطابة والشعر والفن والعلوم ، وبالعودة إلى اول سطر أعلاه كانت الجغرافيا هي من تدلنا على الطريق حينما مضينا رافعين راية الوحدة صارخين بوجه العنصرية والتفرقة وبالمقابل نرفض الاستعلاء والتسلط والمحسوبية من ناحية أخرى ، وغضيّنا الطرْفَ عن كل الإساءات وترفعنا عن الالتفات لتلك الأصوات النشاز التي تلغلغنا من جهة وتدحبشنا من جهة اخرى نتيجة إيماننا الراسخ فينا بهويتنا اليمنية وقوميتنا العربية ذلك الإيمان الناتج عن وعي لا ضعف ولا سذاجة .، 
إنّ أبناء تعز وأنا واحد منهم ندركُ تماما أننا لو انتصرنا على كل التيارات اللاقومية ( التجزيئية والطائفية ) فلن يشكرنا أحد ولسوف يستنقصوننا ويكذبون عيونهم والتاريخ ، وإن فشلنا أمامها وانهزمنا واستسلمنا سوف يستنقصوننا ( مرتين ) لانه لا يمكن أن يتوافق ألمد القومي مع التيارات الظلامية والأفكار التشطيرية ، ولهذا وذاك لا تأبهون لمن لا يشكركم ولا يثمن مقام مدينتكم اليمنية العظيمة ، ولا تلقوا لهم بالا .، 
يا أبناء تعز الأحرار لقد قمتم بثورة تلو الأخرى وشاركتم في كل ما هو جميل وغسلتم وجه وطنكم بالنور ، وناضلتم ابتداء من ثورة المقاطرة ثم ثورة ٢٦ سبتمبر التي كان  فيها العظيم عبد الرقيب عبدالوهاب قائداً لفك حصار السبعين يوما على العاصمة صنعاء ومن ثم ثورة١٤ اكتوبر التي كانت مدينتكم مقر هندستها وكان عبود الشرعبي احد ابرز شهداءها ومن ثم ثورة الحجريّة ( حركة التصحيح )  الذي قتل وذبح ونفي خيرة رجال تعز فيها وآخرين مخفيين قسرا حتى اللحظة واخيرًا ثورة فيرير ٢٠١١ ، فماذا كانت النتيجة ؟ لقد بات يحلم الجنوبيون بثورة ضد نظام صنعاء ثلاثين عاما ، فقمتم انتم نيابة عن الكل بثورة اقتلعت النظام بمن فيه ، وخرجتم الشوارع تعاهدون الله بان الحو ثي لن يمر من مدينتك إلى عدن إلا على جماجمكم ، فماذا كانت النتيجة ؟  هل شكركم الجنوبيون ؟ لا والله انهم يقولون عنكم كل ما لا يليق بنضالاتكم الجسيمة ولم يحركوا ساكنا طيلة عشر سنوات من الحصار المطبق على مدينتكم ، وبالمقابل ايضا شنوا حملات ترحيل للبسطاء من تجار وعمال من مدينة عدن ، ! وهل صمت عنكم اهل شمال الشمال ؟ لقد ارسلوا أبناءهم يحاصرون مدينتكم وسفهائهم يستنقصونكم ويسخرون منكم .، 
ماذا لو كانت تعز استسلمت للظلاميين وفعلت كما فعلتْ  جارتها إب ؟ بلا شك سيلعنونكم ليل نهار ، ومن هذا المنطلق نحن نؤمن بأن تعز هي الكبيرة التي تتحمل على عاتقها مسؤلية أخواتها الصغار فتقوم مقام الأم ، وتتحمل عبء جهل أخواتها بالحياة . 
وهنا نستطيع أيضاً القول بأنَّ تعز هي اليمن الأم ، مهما كانت اخطاء اخوتنا في المحافظات شمالا وجنوبا تجدها تحتوي الجميع وتتفهم الجميع وتراعي ظروف الجميع . 
فمن يحاولون اقتناص الفرص من خلال بعض الإخفاقات الأمنية التي تحدث احيانا في مدينة تعز  نتيجة تهور بعض شباب المقاومة فيتحدثون عن رجال تعز الأبطال سلبا يوف ينكسرون  امام وعي ابناء هذه المدينة كما انكسرت الجيوش الظلامية بعتادها وعدتها وعددها  امام بنادقها وعزيمة وبسالة شبابها ،. 
إننا ابناء تعز  لا نؤيد القتل ونؤمن بشرعنا ونقدس عُرفنا اللذان يحرمان القتل ، فإذا كان في ديننا قتل المرأة حراما ففي عُرفنا قتلها حرام مرتين وعار مرتين ، فاذا كان في عُرفنا انه من العار ان تعارك او تشتم رجل ومعه عائلة فما بالكم بقتل النساء ! 
إننا من هذا المنطلق نجرم بشدة ما قام به قاتل الأستاذة افتهان المشهري ونجرم بشدة اي اعتداء او قتل اي إنسان في هذه الحياة ، ولكنا بالمقابل لا نسمح لاي سفيه بان يتطاول على رجال امننا وأفراد السلك العسكري قيادة وأفراد بدافع المقايضة او بدافع العنصرية او بدافع الجهل ،، فبتضحيات هولاء الرجال الذين وقفوا وقفة الأبطال يحمون مدينتهم وقدموا شهداء من اهلهم وذويهم وسكبوا دماءهم على اسوارها فثارت نارا في وجوه الظلاميين وباتوا يحرسون سكان المدينة من أطفال ونساء وطلاب علم ليناموا بسلام ويمارسون حياتهم العادية باعتيادية .

عندما انتصرت تعز في دحر المليشيات من سلاسل ومرتفعات تعز من حدود الساحل الغربي حتى الحوبان والى جبال الحجريّة المطلة على لحج لم يهنأهم أحد فالتزم الجميع الصمت ' فسماهم علي عبدالله صالح حينذاك إبان تحالفه مع الحو ثيبن بالدواعش ، واليوم كُلما  حدث اي خلل نتيجة طيش احد مراهقي الجبهات أطلقوا عليها نفس المسمى دواعش .، 
لقد قُتل في عدن العشرات من أئمة المساجد واغتالوا قادة من وسط مئات المجندين من افراد وضباط ، فلم يحرك هولاء ساكناً واليوم لمجرد نزوة شاب قامت الدنيا على تعز وما قعدت . 
ما الذي تريدونه من تعز لكي ترضوا عنها ، ؟ ان تستسلم للظلاميين مثلا و تسلم للحو ثيبن ١٣ لواء ومدينة مترامية الأطراف تمتد من حدود الحديدة غربا الى لحج وباب المندب جنوبا إلى الضالع شرقا إلى اب شمالا ؟ وبهذا سيكو الحو ثي قد احتل اليمن ولن يكتفي ب ١٣ لواء بل سيجند بقية شباب تعز لجان شعبية لتصبح اليمن حينها قاب قوسي قبضته ،
أيها الجهلاء إن مقاومة تعز لم تقتصر على مدينة تعز فحسب ولكنها تمتد في كل البلاد فلو حصرنا عدد افراد المقاومة في مأرب الذين من تعز ستجدونهم بلا عدد وكذلك في الملاحيط وفي حرض وفي الساحل الغربي وآخرون يقاتلون بالوعي من داخل اليمن وخارجها ، 
وفي الاخير ستظل تعز حاضنة اليمن الثقافية والعلمية والنضالية خاصة ونحن في زمن اصبح التاريخ يدون بالبث المباشر وليس بالقلم ففي هذا العصر بات القلم يكتب زورا وبات الجهل سيد الموقف وباتت العنصرية ذات لسان وشفتين .