بئر المشروع في عزلة الربيعي :جهود مجتمعية تنجح في استعادة شريان الحياة المائي.

كريتر سكاي: عبدالرحمن الربيعي

 

 

بعد فترة طويلة من المعاناة والعطش، يشهد بئر المشروع ، شريان الحياة المائي، لقرى الجرف، الرباط، الحبيل، والرده، والناصره، تحولًا إيجابيًا بفضل الجهود الحثيثة لأبناء المجتمع المحلي وتعاون وجهاء المنطقة، هذه التطورات تأتي بعد تدهور كبير في الخدمة لأعوام، إثر تلاعب الجهات المعنية المسؤولة عن تنفيذ مشروع المياة في منطقة الربيعي، الأمر الذي أدى إلى حرمان الآف الأسر من حقها الأساسي في الحصول على الماء.

تحرك مجتمعي حاسم.

لم يقف أبناء الربيعي مكتوفي الأيدي أمام هذا الوضع، قاموا بإطلاق واحدة من أبرز المبادرات المجتمعية الشبابية، حيث التقت الجهود الطوعية والرغبة الصادقة في إنهاء معاناةٍ امتدت لعقود. شارك أبناء القرى في إنعاش مشروع بئر المياه القديم، معتمدين على إمكانياتهم البسيطة وإيمانهم العميق بأن التعاون هو الطريق الوحيد نحو التغيير.

بسام محمد 40 عاماً فارس تنموي عزلة الربيعي، أحد مشرفي المبادرة  "يشهد الله أننا دخلنا هذا العمل دون أي هدف شخصي، كل ما أردناه هو رفع المعاناة عن أهلنا الذين يقفون طوابير طويلة للحصول على الماء، بدأنا من الصفر، عند دخولنا غرفة المشروع كانت غرفة البئر مكشوفة دون سقف، والمضخة في حالة شبه متوقفة، بدأ الشباب العمل دون أي دعم مالي أو مؤسسي، واعتمدوا على أنفسهم، وأمنوا وجباتهم اليومية من نفقاتهم الشخصية"

بعد أيام قليلة، تفاعل عدد من الأهالي مع المبادرة وجرى جمع مبلغ رمزي عبر مساهمة اختيارية بلغت ألف ريال للبيوت المستطاعة، ووصل مجموع التبرعات لأقل من خمسين ألف ريال، خُصص المبلغ لتوفير بترول تشغيل الماطور ومتطلبات العمال، أما الغداء فلا ننسى شكرنا للمنازل التي قدمت لنا ماتوفر لها من طعام دعمًا للشباب.


سعيد حسين 35عاما، شيخ عزلة الربيعي، عبر عن تقديره العميق لكل الشباب المشاركين في المبادرة،  وافتتح حديثه بتوجيه الشكر لهم على جهودهم الكبيره وروحهم التطوعية، وأكد أن وجود شباب واعِ ومتعاون بهذا المستوى في القرية مصدر فخرًا حقيقي إذ أثبتوا أن العمل الجماعي قادر على صناعة إنجازات مؤثرة رغم قلة الإمكانيات.

وأوضح الشيخ أن الشباب تواصلوا معه منذ المراحل الأولى للمبادرة، وعرضوا عليه حجم التحديات في موقع البئر، فور ذلك قام بالتواصل مع مدير المديرية، وتم ترتيب زيارة ميدانية للموقع بحضور المدير نفسه، وخلال الجولة اطّلع المدير على الأعمال الجارية والجهود المبذولة، وقدّم وعدًا بإجراء دراسة فنية تهدف إلى ربط خط نقل المياه من البئر إلى الخزانات، ومن الخزانات إلى منازل الأهالي فور استكمال العمل الأهلي.

وفي ختام تصريحه، أشار الشيخ إلى أن الجميع ينتظر استمرار تعاون المديرية وتنفيذ ما جرى التعهد به، حتى تصل المياه إلى منازل الأهالي مباشرة، مؤكّدًا أن هذا الهدف هو أسمى ما يسعى إليه أبناء القرية منذ بداية المبادرة.

مجد أحمد قوبع (29 عامًا)، أحد أبناء المنطقة والناشطين في هذه المبادرة، أوضح أنه بعد أن أنهى أهالي المنطقة أعمال إعادة تأهيل البئر وتنظيفها بالكامل من الركام، قمنا بإنشاء مجموعة عبر تطبيق واتساب جمعت الأهالي في الداخل والمغتربين السعودية، وجرى من خلالها طرح المعوقات والتحديات التي واجهت تشغيل البئر.

وأضاف أن أبناء المنطقة، ولا سيما من يعولون أسرًا كبيرة، بادروا بتقديم مساهماتهم رغم بساطتها، لتكون هذه المساهمات الأولى بمثابة “قطرة ماء” أعادت الأمل للجميع، ثم توالت بعدها مساهمات الرجال والشباب والكهول والنساء، كلٌّ حسب قدرته وإمكاناته.

وبيّن أن هذه الجهود المتواضعة تحولت إلى نهرٍ من العطاء، تجسدت فيه أسمى معاني التعاون والتكافل، لترسخ لدى الأهالي قناعة راسخة بأن لا شيء مستحيل أمام الإرادة الجماعية الصادقة، بعد توفيق الله وفضله.

وأشار قوبع إلى أنه تم، بفضل الله، وبفضل أبناء المنطقة قمنا بتركيب قواعد منظومة المياه وتركيب الاشياء اللازمة لتشغيل البئر، وقد جرى اليوم تشغيل المنظومة بنجاح وضخ المياه من البئر إلى خزانات المياه، في خطوة تُعد إنجازًا مهمًا لأهالي المنطقة.

واختتم حديثه بتقديم جزيل الشكر والتقدير لكل من تعاون وبادر وساهم في إنجاح هذه المبادرة، مؤكدًا أن هذا العمل الجماعي أسهم في توفير احتياج أساسي وخدمة حيوية لأهالي المنطقة، ويعكس روح المسؤولية والتكاتف بين أبنائها.