وفاة شاب بعد فشله بالعثور على مصل للدغة ثعبان في صنعاء

كتب الدكتور/وهاج المقطري

#رحم الله الشاب محمد عبده حسين النويرة ولاهله الصبر والسلوان، الذي فقد حياته بعد رحلة عناء بين مستشفيات كبرى وصغرى من محافظته وحتى صنعاء الى ان تدهور وضعه جراء لدغة سامة وانتهت رحلته بالموت..!! 
صحيح ان اللدغات السامة ليست حالة بسيطة لكنها ليست ميؤوسا منها، وقد قلناها سابقا عند ظهور علامات التسمم الجهازي (Systemic Envenomation) يجب البدء الفوري ببروتوكول الطوارئ من أول مركز استقبل المريض، ويشمل المحاليل الوريدية لتعويض نقص الحجم، ومضاد السم (إن وُجد) ومضادات حيوية واسعة الطيف (خوفا من تطور إنتان ثانوي) وكورتيزونات ± أدرينالين في حال الصدمة التحسسية أو وذمة الحنجرة، لأن الوقت هو الحياة، والعلاج المبكر هو الفارق بين النجاة والموت!! 
#أما عن "رفض استقبال المريض  من قبل المستشفيات الكبرى بحجة "احتمال الإنتان وعدم توفر غرف عزل" ارد بكل وضوح أن الانتان ليس مرضا معديا بذاته، ولا يحتاج عزلا صارما بل تكفي التدابير القياسية (Standard Precautions) في معظم الحالات وانما يوصى بالعزل الإضافي فقط عند معرفة أو الاشتباه بمسبب معدٍ مثل
MRSA, C. difficile, عدوى تنفسية, 
وذلك وفقا لما أوردته الحملة العالمية لمكافحة الانتان (Surviving Sepsis Campaign 2021) ومنظمة الصحة العالمية (WHO 2023)،، لربما أن العزل الوحيد الذي كان يحتاجه المريض برأيي هو العزل عن الروتين الإداري القاتل..!! 
#في الحقيقة نحن بحاجة إلى إعداد دليل وطني واضح لإدارة حالات اللدغات السامة وتدريب الكوادر الصحية على التقييم السريع وتطبيق العلاج الإسعافي وفتح خطوط تواصل واضحة وسريعة للتحويل الفعّال والآمن للحالات الطارئة..!! 
#وأخيرا يسألني أحدهم: "ماذا لو لم يتوفر مضاد السم؟! 
وأقول حتى في غياب مضاد السم فذلك لا يعني الاستسلام، بل يصبح العلاج الداعم هو حجر الزاوية، دعم التنفس والدورة الدموية، وعلاج الصدمة السمية بمحاليل وأدوية vasoactive وإعطاء مضادات الألم والمهدئات، ومضادات التشنجات ومراقبة الوظائف الحيوية والعناية الموضعية بمكان اللدغة والتهيؤ للتدخل المتقدم عند الحاجة،، فكثير من الحالات تتحسن تماما إذا أعطيت هذه التدخلات في الوقت المناسب!!
#إن طب الممكن ليس في العمل وسط إمكانات عالية بل هو السعي الحثيث لإنقاذ حياة أحدهم حين لا يتوفر كل شيء،!!
#وهاج_المقطري