تهامة صمت الأرض وحضور التاريخ بين التأجيل والاستكمال
تهامة لا تعلن حضورها بصخب بل تعيد ترتيب المكان في اللحظة التي ينشغل فيها الجميع بالضوء منذ البداية ل...
تهامة لا تعلن حضورها بصخب بل تعيد ترتيب المكان في اللحظة التي ينشغل فيها الجميع بالضوء منذ البداية لم تكن هامشاً ولا فرعاً بل كانت قلباً مؤجلاً في سرديات لم تتهيأ بعد للاعتراف بمركزيتها تقرأ من زاوية خاطئة فتبدو صامتة بينما هي في الحقيقة تختبر الصبر وتراكم الوعي
صمتها لم يكن غياباً بل شكلاً آخر من الحضور حضور بلا ضوضاء يربك من اعتاد ربط الفعل بالصوت في عام بلا تشكيل قبل قرن ويزيد خرج من بين الرمال رجل لا ينتظر التفويض القائد أحمد فتيني جنيد لا وكالة لا دعم لا تصريح فقط صوت الأرض حين تجد من ينقله كما هو دون تزوير ولا تكييف
في عام 1919 لم يكن يبحث عن اعتراف بل كان يكتب حضوراً ويصوغ هوية قبل أن تعرض في السوق الدولية ومن 1919 حتى 1929 لم يكن يناشد العواصم كطالب للوصاية بل كصوت سابق لعصره يضع اسم تهامة على طاولة بلا مقعد مخصص لها لكنه أبى إلا أن يترك فيها أثراً
لم يكن نضاله موسماً بل طريقاً طويلاً بلا مكافآت لم يراهن على مؤتمرات مغلقة بل على أبواب القرى المفتوحة في كل عام يمضي كانت الفكرة تتضح وكل تجاهل يمنحها مزيداً من المعنى حين طوي ملفه لم ينكسر لأن مهمته لم تكن الإنجاز بل الفتح وحين غابت صورته بقيت فكرته في تهامة لا تموت البدايات بل تعود في أسماء جديدة تحمل نفس البوصلة وإن اختلفت الأقدام
من 1919 إلى 2029 سقطت مشاريع تبدلت تحالفات تبددت خرائط لكن تهامة بقيت أرضاً لا تنتظر الضوء بل تتقن توقيت ظله في 2018 بدأ الملف يتحرك مجدداً لا من الداخل فقط بل من رفوف نسيها العالم لم يكن ذلك حدثاً طارئاً بل عودة لفراغ توسع أكثر مما يحتمل ولجغرافيا قررت أن تكتب نفسها بدل أن تُكتب عنها
رأس عيسى لم يكن سطراً في تقارير الملاحة بل نقطة لقاء بين التاريخ والموقع وهناك إلى الجنوب قليلاً بحر جابر لا يشبه سواه ماؤه يعرف القادمين وملوحته تعرف الغائبين رأس عيسى وبحر جابر لم يكونا حدوداً مرسومة على ورق بل كانا نقطة ارتكاز المشروع التهامي كله حيث الساحل والقرى والسواحل وقرها وسلوها تتصل كما تتصل الشرايين في جسد واحد لا يفصل بعضه عن بعض
هناك لا يفصل البحر عن القرية ولا الجغرافيا عن الذاكرة فالخط الساحلي كله ليس طرفاً بل قلب ينبض بهوية لا تصنع في المؤتمرات بل في البيوت التي لم تهجر البحر وفي لحظة بلا ضجيج بدأ الملف يفتح من جديد لا قرار دولي لا إعلان رسمي فقط مؤشرات لمن يعرف كيف يقرأ تحت الطاولة
المسألة لم تعد جغرافيا فقط بل توقيت أحمد فتيني لم يعد اسماً قديماً بل مفتاحاً تأخر عن لحظته مئة عام فعاد ليكمل ما بدأ لا يدعي أحد التأسيس اليوم لأن التأسيس تم منذ زمن الحديث الآن عن الاستكمال عن يد تعرف البحر لا تخشى ملوحته وعن قيادة لا تفرض بل تتشكل من تحت مثل الجذور لا ترى لكنها تثبت الشجرة
تهامة لا تعلن لا تصرخ لا تلوح بالخرائط لكنها تتحرك في جنيف يعاد فرز الخطوط في الساحل يعاد ضبط الإيقاع وفي العواصم تقرأ التحركات بقلق مكتوم السؤال ليس أين تهامة بل من يستطيع تجاوزها دون أن يدفع الثمن المرحلة لا تبحث عن تمثيل رمزي بل عن قرار حقيقي من قلب الأرض القيادة لا تستورد ولا تمنح من لم يكن هناك حين كانت الرمال تنتظر لن يعرف كيف يكتب اسمها حين يعود الضوء
المشهد لا يقرأ من العلن لكن من يفهم حركة الموج يدرك أن المشروع لم يُغلق فقط غير إحداثياته 2025 آفاق الميدان القيادة قرأت اللحظة كما تقرأ ظلال الجبال ساعة الغروب القرار الذي رحل لم ينسَ بل وصل توقيته اللحظة لم تأت فجأة بل تشكلت كما تتشكل البراكين صمت طويل ثم يقظة لا تخطئها العين
2025 ليست سنة فقط بل انتقال من خارطة رسمها الآخرون إلى درب تخطه الأقدام من هامش إلى مركز من انتظار إلى فعل القيادة لا تتحدث لكنها حاضرة والميدان لا ينتظر بل يتحرك اللحظة نضجت
2029 ليست نهاية بل خيط يكمل ما بدأه فتيني قبل قرن لا أحد يؤسس الآن التأسيس حدث والمهمة اليوم الاستكمال التحرك لا يحتاج إلى إعلان ومن لا يفهم الصمت لن يفهم النتيجة
تهامة بين التاريخ المؤجل والقيادة المتجددة ليست مشروعاً عابراً ولا تجربة لم تكتب نهايتها بل مسار طويل يبدأ في كل مرة يظن الآخرون أنه انتهى ما فشل في الماضي ليس درساً للفشل بل تعليمًا كيف لا يعاد الخطأ حين تأتي اللحظة التي لا تجد من يمسكها الموج لا يخضع للمزاج ومن عرف البحر يدرك متى يتقدم ومتى يصمت ومن أتقن هذا التوازن وحده يستحق أن يكون على رأس المرحلة القادمة حين تقرر المصائر ليس في المؤتمرات أو البيانات بل في الفعل والنضال الصادق من أجل الأرض الصلبة
#تهامة