رحيل أسطورة الكرة اليمنية... الكابتن عبدالله مكيش إلى جوار ربه
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى رحيل أحد أعمدة الكرة اليمنية وأسطورة ناد...
عرفت الأستاذ هاني بن عبد الحميد كرد منذ سنوات فشدني إليه حديثه الهادئ وثقافته الواسعة وحبه العميق لمحافظته لحج التي لم يتغن بها شعراً فحسب بل سطر حبه لها بالبحث والتوثيق والتأريخ
هاني كرد ليس مجرد مسؤول في الدولة بل هو مؤرخ نذر عمره وماله ووقته للبحث عن تاريخ لحج وعدن فكان كتابه "بهجة الزمن" نافذة نطل منها على ماض عريق، وتبعه بـ"حاضرة الرعارع" الذي أعاد للحج القديمة صوتها وروحها، حتى جاء بـ"زاد المسافر" فكان زاداً للمثقفين والباحثين.
ولم يتوقف؛ فكانت آخر درره "مرويات الحافظ موسى بن طارق اللحجي"، الذي قال عنه العلامة أحمد بن حسن المعلم: "جهدٌ علمي يستحق النشر والتداول والاستفادة، لما حواه من تخريج وتحقيق ورواية."
ينتمي هاني كرد إلى أسرة لحجية عريقة ساهمت في النهضة الزراعية والثقافية والفنية، يكفي أن نذكر الملحن الكبير صلاح ناصر كرد، والباحث محسن الكرد وغيرهم من رموز هذه العائلة الكريمة.
إن ما يقدمه هاني كرد من توثيق لتاريخ لحج واليمن هو عمل وطني بامتياز، يستحق عليه التكريم من الدولة والجامعات، والوقوف إلى جانبه ليستمر في عطائه.
فأما آن الأوان لتكريمه؟ أما آن للوفاء أن يكون رفيقاً للمبدعين؟
نعم، إن الأستاذ هاني كرد يستحق كل دعم وتكريم، فما يكتبه اليوم سيكون زاد أجيال الغد، وذاكرة وطن لا تموت.
بقلم: رمزي الفضلي