ذكرى تحرير المكلا.. محطة استراتيجية في معركتنا ضد الإر هاب

تحل علينا اليوم، 24 أبريل، الذكرى التاسعة لتحرير مدينة المكلا – عاصمة محافظة حضرموت – من قبضة تنظيم القاعدة وهي مناسبة لا تمثل فقط حدثاً عسكرياً ناجحاً، بل نقطة تحول سياسية وأمنية في الحرب على الإرهاب.



لسنة كاملة، تحولت المكلا إلى ما يشبه "العاصمة" غير المعلنة للتنظيم، مستغلاً حالة الانهيار الأمني وغياب الدولة ليفرض سيطرته على المدينة ومينائها الحيوي، ويستخدمها قاعدة لتمويل عملياته وتجنيد عناصره. وفي ظل هذا الوضع، بات من الضروري اتخاذ موقف حاسم، وهو ما تم بالفعل في 24 أبريل 2016، عندما أُطلقت عملية عسكرية خاطفة ونوعية، أطاحت بالتنظيم من المدينة خلال ساعات.



قاد العملية اللواء فرج سالمين البحسني، حينها قائد المنطقة العسكرية الثانية، ومحافظها السابق اللواء أحمد سعيد بن بريك وبالشراكة مع قوات النخبة الحضرمية، وبدعم مباشر من القوات المسلحة الإماراتية بقيادة العميد الركن مسلم الراشدي.



وضمن إطار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. تميزت العملية بكونها نموذجاً للتنسيق العسكري والسياسي والامني متعدد المستويات، جمعت بين الجهد المحلي والخبرة الإقليمية، وأسهمت في إعادة تموضع الدولة في أهم مدينة ساحلية.



تحرير المكلا لم يكن فقط إنهاءً لوجود القاعدة في المدينة، بل بداية لمرحلة جديدة من إعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية في حضرموت، وضبط المشهد الأمني بفاعلية، مما جعل المكلا من أكثر المدن استقراراً منذ ذلك الحين.



سياسا تحرير مدينة المكلا من قبضة تنظيم القاعدة كان خطوة حاسمة في تعزيز الشرعية، حيث جسد انتصارًا على قوى التطرف والفوضى، وأظهر التزام الشرعية والتحالف العربي في استعادة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة."



في ذكرى التحرير، تبرز المكلا كقصة نجاح في سياق معقّد، لكنها في الوقت نفسه تذكير قوي بأن هزيمة الإرهاب لا تأتي فقط بالقوة، بل بتعزيز مؤسسات الدولة، وتقديم بدائل حقيقية للمواطن، والدفع نحو شراكات وطنية وإقليمية فاعلة.



الذاكرة الوطنية تحتفظ لهذا اليوم بمكانته، ولأبطاله بشجاعتهم، وللتحالف بدوره المحوري. أما حضرموت، فبقيت شامخة، تكتب فصلاً جديداً من فصول الوعي والمقاومة.
 

مقالات الكاتب