اليمن لن تتحرر بهذه العقلية
عبدالرحمن جناح
اليمن اليوم يقف على مفترق طرق تاريخي. بين الماضي الممزق، والحاضر المهدد، والمستقبل الذي ينتظر من يمل...
سأكتب في هذه السطور مايدور في ذهني وهو وجهة نظر ليس إلَّا لعل وعسى أن تستفيد نقابة المعلمين الجنوبيين من هذا الطرح، إن ما دعاني للكتابة هو بسبب أننا مع بداية كل عام دراسي نصحو على بيانات تصدر من النقابة تدعو فيه للإضراب الشامل ، وفي كل مرة تكون النتيجة هي الفشل، وهذا العام أتت الدعوة لإغلاق المدارس من قبل قيادات في النقابة وبقرار فردي على الواتساب وسيكون مصيره الفشل كما تعودنا ..
فهل تعي نقابتنا سبب فشل دعواتها المتكررة للإضراب؟في حين أن طبقة المعلمين أصبحت الطبقة المسحوقة في المجتمع وأصبح راتب المعلم يتراوح مابين (150-300) ريال سعودي بعد أن تم تقليصه من قبل عصابات الحكم على فترات حيث كان قبل 2015 م يتراوح بين(600-1500) ريال سعودي ولا أعتقد بأنه يوجد اليوم معلم أومعلمة على مستوى المحافظات الجنوبية يقف عائقاً أمام انتزاع حقوقه بأي طريقة من الطرق بعد أن أصبح وضعه في الحضيض، ولكن المشكلة هي في قرارات النقابة الارتجالية والغير منظمة والهرم النقابي الذي لم يبنَ على أسس منظمة من القاعدة إلى القمة..
ما الذي يمنع نقابتنا الموقرة من تشكيل نقابات المعلمين بطريقة ديمقراطية صحيحة إبتداءً من المدرسة ثم المديرية ثم المحافظة ثم على مستوى الجنوب؟.
إن كانت النقابات المشكلة سابقاً لم تستطع فرض قراراتها على مستوى المحافظات بسبب عدم وجود الكيان النقابي السليم الذي يسير الكل تحت توجهه وهذا مالمسناه في الدعوات السابقة، فهل تستطيع القيادات النقابية الحالية والذين لازالوا في صف المعلم والذين بذلوا ولازالوا يبذلون كل جهودهم في سبيل الوصول لانتزاع الحقوق أن يشرعوا لهيكلة النقابة من جديد على مستوى الجنوب بحيث تكون النقابة المنتخبة تمثل كل المحافظات والمديريات والمدارس؟ حتى يكون لقراراتها صدى، وتحقق للمعلم مطالبه المشروعة، ويكون هدفها وغايتها النضال بشتى الوسائل لانتزاع حقوق المعلم المسلوبة.
هل تعي النقابة إن الخلافات بين نقابات المحافظات والتي تحولت إلى مماحكات كان نهايتها الفشل، أنه لانجاح إلا بنقابة جنوبية موحدة تمثل كل المحافظات يتم الوصول إليها بالعمل الديمقراطي عن طريق الانتخابات كما ذكرنا سابقاً.
أم ستضل كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لوناديت حياً
ولكن لاحياة لمن تنادي
ولوناراً نفخت فيها أضاءت
ولكنك نفخت في الرماد!