اليمن لن تتحرر بهذه العقلية
عبدالرحمن جناح
اليمن اليوم يقف على مفترق طرق تاريخي. بين الماضي الممزق، والحاضر المهدد، والمستقبل الذي ينتظر من يمل...
ربما اعتقد عامة الناس في عدن أن وضعهم المعيشي الصعب الذي لايحسدون عليه نتاج الصراعات السياسية الحاصلة في البلد بشكل عام وأصبحت مدينتهم هي ساحة تصفية هذه الحسابات بين جميع القوى السياسية...لكن أكثر مايسيء لاهل هذه المدينة هو الاختيارات السيئة التي ساقت لهم مسؤولين من ابناءها يزيدون من عذاب الناس ويمعنون في إذلال سكان عدن والدفع بهم دفعا نحو الهلاك المحتم ...فمن محافظ كثير الكلام قليل العمل يتخذ من العفافيش وبقايا النظام السابق ادوات يعتقد أنها ستكون سر نجاحه..إلى مدراء مديريات كل همهم جباية الأموال وتحصيل كل مايمكن تحصيله من إيرادات حقا وباطلا...فمامور الشيخ عثمان مثلا وصلت درجة تصادمه مع الباعة في الأسواق وأصحاب البسطات حد رمي القنابل والعبوات تارة على مقر السلطة المحلية وتارة على موظفي مكتب الاشغال وقت نزولهم إلى الأسواق لجباية الاموال...
أما مأمور مديرية صيرة فأصبح لاينفك يبحث عن اي باب وأي وسيلة لاستخراج الجبايات من المواطنين ومحاولة إحراز المراكز الاولى في إرضاء محافظ عدن حتى يصبح هو فتاه المدلل وصاحب الحضوى ليس في تقديم الخدمات للمواطنين ولكن في جمع ايرادات وجباية كل ماتطوله يده ....في وضعية تنذر بأن قانون الخمس الجاري تطبيقه في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية الإرهابية...سيتم استنساخه قريبا في عدن ..الأمر الذي يطرح علينا سؤالا كبيرا ....
هل فشل المجلس الانتقالي في اختيار محافظ نزيه لهذه المدينة مثلما فشل في اختيار وزراءه من قبل في حكومة مايسمى المناصفة ...?