#فساد_صحة_عدن

عمر الرخم

في ظل وضع ألا دولة الذي تعيشه مدينة عدن منذ أغسطس الماضي انتشر الفساد بشكل مخيف في شتى المرافق والمؤسسات الخدمية والسلطات المحلية بالمحافظة نظراً لعدم وجود حسيب او رقيب يخشوه بعد الإختفاء التام والمريب لمحافظ عدن أحمد سالمين وتقاعسه عن مزاولة عمله كمسؤول أول عن كل شاردة وواردة في المحافظة.


بحيث استغل مكتب الصحة في عدن وهو يعتبر أهم مرفق خدمي ومرتبط مباشرة بالمواطن هذا الوضع ومضى ينشر فساده في أرجاء المدينة؛ فبعد أن تمكن لوبي الصحة في عدن من نهب مخصصات المستشفيات الحكومية والتي تقدر بالمليارات هاهو اليوم وبالوثائق ينهب ملايين الريالات المقدمة من المنظمات لحملات الرش الضبابي.


فكما توضح الخطة العامة لموازنة الحملة حصة كل مديرية مليون وستمائة الف ريال وتوزع حسب البنود وهذا مالم ينفذه لوبي الصحة في عدن والمتمثل بمدير المكتب د. جمال خدابخش ومدير الرعاية الصحية د. محمد مصطفى راجمنار وشريكهم منسق برنامج الملاريا د. جمال عبدالحبيب فقد قاموا بإعادة توزيع الموازنة لتصبح حصة كل مديرية خمسمائة وتسعون الف ريال ليكون الفائض من حصة كل مديرية مايقارب المليون ريال أي مايعادل ثمانية مليون ريال لمديريات عدن الثمان والتي سوف تذهب لجيوب لوبي الصحة بكل وقاحة لعلمهم بعدم وجود حسيب او رقيب يخشوه.


الأمراض تفتك بالمدينة والمستشفيات الحكومية تفتقر لأدنى الإحتياجات ولوبي مكتب الصحة ينهب الملايين بل المليارات من مخصصات المستشفيات والوقود المقدم من المنظمات وميزانيات الحملات الطارئة كالرش الضبابي والتحصين.


فإلى متى ستحتمل هذه المدينة المظلومة وأبناءها المطهدين..؟ وكم ستحتمل.. الإقصاء والتهميش.. ام البسط على أراضيها ومتنفساتها.. ام بطش وفساد مرافقها الخدمية وسلطتها المحلية.. ام وام وام..


لك الله ياعدن.. فليس لك من مغيث ولا منقذ سوى الله سبحانه وتعالى.


وخاتمة لمقالي هذا أهدي لكم قصيدة من روائع الشاعر/عبد الرحمن العشماوي قال فيها..


نسـبى و نطرد يا أبي و نباد

 فإلى متى يتطاول الأوغاد

وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا

 وإلى متى تتقرح الأكباد

نـصحـوا على عزف الرصاص

 كأننا زرع وغارات العدو حصاد

ونبيت يجلدنـا الشتاء بسوطه

 جلدا فما يغشي العيون رقاد

يتسامر الأعداء في أوطاننا 

ونصيبنا التشريد والإبعاد

وتفرخ الأمراض في أجسادنا

 أواه مما تحمل الأجساد

كم من مريض مل منه فراشه 

ما زاره آسٍ ولا عوّاد

نشرى كأنا في المحافل سلعة 

ونباع كي يتمتع الأسياد

في نهر (جيحون) الحزين مراكب

 غرقت ودنس صفوه الإلحاد

وعلى ضفاف النهر جثة زورق

 يبكي على أشلائها الصياد

وأمامه دار على جدرانها

 صور يجدد رسمها ويعاد

صور تلونها دماء أحبة غرسوا

 أصول المكرمات وشادوا

رحلوا وللقرآن في أعماقهم

 ألق أضاء نفوسهم فانقادوا

أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا

 إحن يحرك جمرها الحساد

أو ما ترى من فوق كل ثنية

 صنما يزيد غروره العباد

نصحوا على أصوات ألف مبشر

 عزفوا لنا أوهامهم فأجادوا

جاءوا وسيف الجوع يخلع غمده

 فشدوا بألحان الغذاء وجادوا

أما دعاة المسلمين فهمهم

 أن تكثر الأموال والأولاد

هم في الخوالف حين ينطق مدفع

 وإذا تحدث درهم رواد

أرأيت أظلم يا أبي من صاحب

 تختال في أعماقه الأحقاد

يسعى ليبني بالخداع حياته

 أرأيت صرحا في الهواء يشاد

أين الأحبة يا أبي أو ما دروا

 أنـَّا إلى ساح الفناء نقاد ؟

أو ما دروا كم دمية في أرضنا 

تعلو وكم يزري بنا استعباد؟

أو ما لنا في المسلمين أحبة

 فيهم من العوز المميت سداد؟

ما بال إخواننا استكانوا يا أبي

 لا شامنا انتفضت ولا بغداد؟

قالوا الحياد وتلك أكبر كذبة

 فحيادهم ألا يكون حياد

هذي بساتين الجنان تزينت 

للخاطبين فأين من يرتاد؟

يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا

 أو مالنا سعد ولا مقداد؟

نامت ليالي الغافلين وليلنا

 أرق يذيب قلوبنا وسهاد

سلت سيوف المعتديـن وعربدت

 وسيوفنا ضاقت بها الأغماد

هذا هو الأقصى يلوك جراحه 

والمسلمون جموعهم آحاد

دمع اليتامى فـيه شاهد ذلة

 وسواد أعينهن فيه حداد

أواه يا أبتي على أمجادنا 

يخـتال فوق رفاتها الجلاد

خمسون عاما أتخمت سنواتها

 ذلا فكل زمانها إخلاد

ها نحن يا أبتي يسير وراءنا 

ليل له فوق السواد سواد

ها نحن يا أبتي نبيت هنا ولا

 طـنب لخيمتنا ولا أوتاد

أهو القنوط يهد ركن عزيمتي

 وبه ظلام مخاوفي يزداد

أهو القنوط فأين إيماني بمن

 خلق الوجود وما له أنداد

يا أمة ما زال يكتب نثرها طه

 ويروي شعرها حماد

ويرتب الحلاج دفتر فكرها

 ويقيم مأتم عرسها حداد

ترعى حماها كل سائبة وفي

 تمزيقها تتجمع الأضداد

تصغي لأغنية الهوى فنهارها

 نوم ثقيل والمساء سفاد

أجدادنا كتبوا مآثر عزها فمحا

 مآثر عزها الأحفاد

يا ليل أمتنا الطويل متى نرى

 فجرا تغرد فوقه الأمجاد

ومتى نرى بوابة مفتوحة

 للحق تقصـر عندها الآماد

أنا يا أبي طفل و لكن همتي

 فجر به يحلو لي استشهاد

لا تخش يا أبتي علي فربما 

قامت على عزم الصغير بلاد

ولربما مات القوي بسيفه

 وقضى على مال الغني كساد

في سيف عنترة الفوارس قوة

 ما كان يعرف سرها شداد

قل لي بربك يا أبي هل ننزوي 

خوفا فليس للعدو قياد

دعنا نسافر في دروب آبائنا

 ولنا من الهمم العظيمة زاد

ميعادنا النصرالمبين فإن يكن

 موت فعند إلهناالميعاد

دعنا نمت حتى ننال شهادة

 فالموت فـي درب الهدى ميلاد. 


#عمر_الرخم

مقالات الكاتب

#فساد_صحة_عدن

في ظل وضع ألا دولة الذي تعيشه مدينة عدن منذ أغسطس الماضي انتشر الفساد بشكل مخيف في شتى المرافق والمؤ...