السعودية واليمن… أخوّة ومصير واحد يبني الأمل!!
في لحظات التحوّل الكبرى، لا تُقاس العلاقات بين الدول بحجم الكلمات، بل بصدق المواقف وعمق الأخوّة، وما...
في لحظات التحوّل الكبرى، لا تُقاس العلاقات بين الدول بحجم الكلمات، بل بصدق المواقف وعمق الأخوّة، وما تمتدّ به أيادي العطاء في أوقات الحاجة. واليوم، وفي زمنٍ تتعاظم فيه تحديات المنطقة، يثبت التاريخ من جديد أن المملكة العربية السعودية واليمن ليسا بلدين متجاورين وحسب، بل علاقةٌ تتجاوز حدود الجغرافيا إلى شراكة مصير وهوية راسخة عبر التاريخ.
لقد مرّت اليمن خلال السنوات الماضية بظروف عصيبة، لكن الأبواب لم تُغلق يومًا؛ لأن اليمن لم يكن وحيدًا… فهناك شقيقة كبرى لم تتخلَّ عنه، حملت همَّه، وسندت دولته، ودعمت مؤسساته، ووقفت مع شعبه وهو يقطع أصعب المنعطفات.
قيادة تدرك حجم الشراكة.. ورئيس يعيد بناء الثقة ويقود روابط الأخوّة
عندما تولّى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي قيادة مجلس القيادة الرئاسي، كانت اليمن تقف على مفترق طرق بالغ التعقيد: حرب أنهكت البنية، مؤسسات متصدّعة، خدمات عاجزة، وجغرافيا مثخنة بالجراح. وأدرك فخامته أن إعادة بناء الدولة اليمنية ليست مهمة داخلية فحسب، بل مشروع شراكة مع الأشقاء، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية.
وقدّمت القيادة السعودية نموذجًا في الوفاء والثبات تجاه اليمن، دعمًا للدولة، ومساندةً للإنسان قبل المكان. فالمملكة اليوم تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين مغترب يمني يعيشون بكرامة ويُعيلون ما يقارب نصف سكان البلاد عبر التحويلات التي تُعد شريان حياة لملايين الأسر.
وفي التعليم، فتحت المملكة أبوابها دون تمييز، مقدّمةً تعليمًا مجانيًا لأكثر من 370 ألف طالب يمني في التعليم العام، إضافة إلى أكثر من 18 ألف طالب في الجامعات السعودية… وهو استثمار طويل الأمد في عقل اليمن ومستقبله واستقراره.
قدّم فخامته نموذجًا في الحكمة والاتزان، وفي إدارة العلاقة مع المملكة على أساس الاحترام المتبادل والمصير الواحد والرؤية المشتركة ليمنٍ مستقر وقوي. وتحولت الشراكة السعودية–اليمنية في عهده إلى خارطة طريق واضحة لإعادة بناء المؤسسات، وتحسين الخدمات، وإطلاق مشاريع تنموية غير مسبوقة، لتؤكد أن دعم المملكة لليمن ليس طارئًا، بل ثابتٌ كالجبل، وأصيلٌ كجذور التاريخ.
2025.. عام التحوّل التنموي
شهد اليمن في عام 2025 حضورًا سعوديًا واسعًا في التنمية والإعمار، لم يشهد له مثيل منذ عقود. أكثر من 265 مشروعًا في 8 قطاعات رئيسية، بإجمالي دعم يتجاوز 4.27 مليارات ريال سعودي… وهذه لم تكن أرقامًا جامدة، بل جسورًا تعيد الحياة لليمني البسيط: من الماء إلى الكهرباء، ومن التعليم إلى الصحة، ومن المطار إلى الطريق، ومن المدرسة إلى المستشفى. إنها حياة تُعاد، وأمل يُبنى، وبلدٌ يستعيد أنفاسه من جديد.
البنية التحتية.. ردم فجوة السنوات الصعبة
عندما تُفتح الطرق، تُفتح معها أبواب الاقتصاد والاستقرار. ومن هنا جاء دعم المملكة لقطاع النقل كجسر لإنعاش المدن والمحافظات:
إعادة تأهيل طريق العبر بطول 91 كيلومترًا، طريق الحياة نحو حضرموت والمهرة.
ترميم هيجة العبد، شريان تعز التي قاومت الحرب ولم تنحنِ.
إعادة تأهيل مدرج مطار عدن الدولي وتعزيز منظومات الملاحة والاتصالات.
استكمال ترتيبات إنشاء مبنى الهيئة العامة للطيران المدني وهنجر الصيانة الإقليمي.
تطوير مطار الغيظة وتركيب أنظمة مراقبة حديثة.
التخطيط لمطار عدن الجديد في رأس عمران، بوابة اليمن الكبرى نحو المستقبل.
هذه ليست مشاريع بنية تحتية فقط… بل رسائل واضحة بأن اليمن يعود، وأن نبضه الطبيعي يعود معه.
الكهرباء.. النور الذي يعيد الحياة
اليمني يعرف قيمة الضوء لأنه عاش طويلًا في الظلام، وجاء الدعم السعودي في 2025 بتحوّل استراتيجي:
تنفيذ مشروع 300 ميجاوات في عدن وسيئون والمكلا وتعز.
مشروع إنشاء محطة كهرباء بقدرة 30 ميجاوات بوقود المازوت.
توسعة وحدة إنتاج الغاز في حضرموت.
محطات طاقة شمسية تربط آبار المياه بنظام SCADA الذكي.
دعم شامل لجزيرة سقطرى بمولدات ومشاريع طاقة تتجاوز 6000 كيلووات.
مشروع تأهيل خطوط شبكة الكهرباء.
المملكة لم تُضِئ مدن اليمن فقط… بل أعادت الأمل إلى القلوب.
المياه.. أمن الحياة قبل كل شيء
من عدن إلى حضرموت وصولًا إلى سقطرى، أطلقت المملكة مشاريع تُحصّن الإنسان من العطش:
حفر آبار استراتيجية في سقطرى بطاقة 27 ألف لتر/ساعة.
إنشاء خزانات عملاقة.
حواجز مائية وخطوط نقل جديدة.
صهاريج ومشاريع مياه بطاقة متجددة في حضرموت وعدن.
هذه المشاريع تقول بوضوح: العطش لن يكون جزءًا من معاناة اليمنيين بعد اليوم.
التعليم.. بناء الإنسان قبل البنيان
لا نهضة بلا تعليم، ولذلك فتحت المملكة باب المستقبل لأجيال اليمن:
أكثر من 30 مدرسة نموذجية وكليات جديدة في حضرموت وسيئون وتعز.
دعم جامعة تعز وتطوير جامعة إقليم سبأ.
مشروع استكمال وتجهيز مبنى كلية الطب بمحافظة تعز.
مشروع إنشاء وتجهيز مركز علاج الأورام بمحافظة تعز.
مشروع إنشاء وتأثيث مدرسة عمر بالكشار – مشرعة وحدنان.
مشروع إنشاء وتأثيث مدرسة الوحدة ميلات – جبل حبشي.
مشروع تأهيل معهد الخنساء – ثعبات.
مشروع تأهيل معهد الحصب.
تأسيس معهد الطيران وتدريب أمن المطارات.
تجهيز كلية الصيدلة بعدن بـ 28 مختبرًا متكاملاً.
توفير 41 ألف كتاب مدرسي، مع باصات وملاعب ومعامل متطورة.
هنا يولد المستقبل… من الفصل الدراسي، ومن المختبر، ومن عقل كل طفل يمني يحلم.
الصحة.. إنقاذ الإنسان قبل إعمار المكان
من المستحيل الحديث عن استقرار دون صحة، ولهذا جاءت المشروعات الصحية:
تأهيل مستشفى الأمير محمد بن سلمان – عدن.
مشروع إنشاء وتجهيز مستشفى العين الريفي.
إنشاء مركز حديث للتبرع بالدم.
مدينة الملك سلمان الطبية والتعليمية بالمهرة.
إلى جانب حملات طبية نوعية: قلوب مفتوحة، جراحات أطفال، عمليات عصبية، مسالك، عظام، أطراف صناعية… عشرات الأسر استعادت الأمل بعد سنوات من الألم.
الرياضة والتراث.. هوية بلد لا يموت
إعادة تأهيل ملعب 22 مايو.
تجهيز ملاعب الروضة والميناء والجزيرة.
ترميم قصر سيئون التاريخي.
ترميم 650 وحدة سكنية بعدن.
هذه ليست كماليات… إنها صونٌ للهوية، وحماية لذاكرة اليمن الحيّة.
أخوّة لا تهتز.. ومصير لا ينفصم
ما بين صنعاء والرياض، وعدن وجدة، والمكلا والدمام… يمتد خيط طويل من الدم والنسب والعقيدة والمصير. واليوم تؤكد المملكة من جديد أن اليمن ليس ملفًا سياسيًا، بل قضية أخوّة، ومسؤولية تاريخية، وواجب إنساني لا يتغير.
وفي الجهة الأخرى، يقود فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي هذا المسار بثبات، مؤمنًا بأن بناء الدولة يبدأ بأيدي اليمنيين، ويكتمل بعزم حلفائهم الصادقين، وفي مقدمتهم المملكة.
والعلاقة بين البلدين ليست علاقة جارٍ بجار… بل علاقة قلبٍ بقلب، ومصيرٍ بمصير، وما تحقق في 2025 ليس نهاية الطريق… بل بدايته؛ بداية مسار يبنيه شعبان شقيقان، ويتقدمهما قائد حكيم، ودعم صادق، ورؤية مشتركة لدولة يمنية قوية، آمنة، وناهضة من جديد.