ذكرى تأسيس القوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية
في مثل هذا اليوم من سبتمبر 1970، أعلنتُ بصفتي وزيراً للدفاع عن تأسيس الكلية العسكرية في معسكر صلاح ا...
يصادف اليوم ذكرى مولد الرسول محمد بن عبدالله ﷺ، رسول الإنسانية، الذي نشر رسالة الإسلام في أرجاء المعمورة حتى بلغت أمة الإسلام اليوم أكثر من ملياري مسلم، يشكّلون ربع سكان العالم.
وقد كان لليمنيين دور بارز في نشر الدعوة الإسلامية في صدر الإسلام، فهم الأنصار الذين هاجر إليهم الرسول ﷺ، فاستقبلوه في المدينة وهم ينشدون: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.
وهم أيضاً من وفدوا على الرسول ﷺ ودخلوا في دين الله أفواجاً من غير قتال، فوصفهم بقوله: «أتاكم أهل اليمن، أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية». وهم من وسّعوا رقعة الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، وعلى أكتافهم خاصة والمسلمين عامة رُفعت راية الإسلام، من الصين شرقًا إلى فرنسا غربًا.
تأتي هذه الذكرى العطرة هذا العام والأمة العربية الإسلامية تواجه أزمات خطيرة، أبرزها مأساة فلسطين التي تتعرض منذ السابع من أكتوبر 2023 لحرب إبادة وتجويع مستمرة في غزة والضفة الغربية. هذه الجرائم تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، في ظل الصمت الرسمي العربي والاسلامي والدولي يبعث على الأسى.
غير أن ذكرى المولد النبوي الشريف تبقى مناسبةً نستمد منها العزم والثبات. فقد واجه الرسول ﷺ تحديات جساماً في نشر الدعوة الإسلامية، وتمكّن بالصبر والإيمان من الانتصار على قوى الظلم والظلام. ومن هنا، فإن استلهام سيرته هو الطريق لمواجهة ما نعيشه اليوم من محن، والتأكيد على أن إنهاء معاناة إخواننا في فلسطين ليس واجبًا عربياً أو إسلامياً فحسب، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية.
ونطالب بوقف حرب الإبادة والتجويع والتطهير العرقي التي يمارسها مجرم الحرب نتنياهو.
أيها الإخوة والأخوات، إن رسالة النبي محمد ﷺ كانت وستظل رسالة سلام وعدل ونصرة للمظلومين. ومن واجبنا أن نجعل من ذكرى مولده الشريف محطةً لتجديد العهد على وحدة الصف، وتعزيز التضامن، ومواجهة مشاريع التفرقة التي تستهدف أمتنا، وفي مقدمتها مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي دعا إليه الصهيوني النمساوي تيودور هرتزل في نهاية القرن التاسع عشر، ويسعى لتنفيذه اليوم مجرم الحرب نتنياهو..
وفي الختام، نسأل الله العلي القدير أن يفرّج كرب الأمة، وينصر شعب فلسطين، وأن يعيد علينا ذكرى المولد النبوي وقد تحققت العدالة، وساد الأمن والسلام في كل من الصومال والسودان وليبيا وسوريا والعراق واليمن.
وكل عام وأنتم بخير.