فقط في اليمن : المثابرة بالعمل = إقالة

كم شعرت بالحزن عندما قرأت قرار الاستغناء عن خدمات الدكتور عبد القادر الخراز كقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة وأُصبت بالخيبة والصدمة من ذلك الاجراء الغريب من قبل رئيس الوزراء والقائم بأعمال وزير المياه والبيئة الذي ان دل على شيء فإنه يدل على انه لا مكان في هذه الحكومة للمخلصين والمبدعين في عملهم , ومن هنا اقولها كلمة حق وأشهد الله عليها انني لم أرى منذ زمن رجل في الحكومة مثل الدكتور عبدالقادر الخراز يعمل بكل ذلك الجد والإخلاص والمثابرة ويحقق نجاحات باهرة ومكاسب عظيمة دون ان يكون له راتب شهري من الوزارة او تكون لدية ميزانية تشغيلية , حتى انه لم توجه له رسالة شكر واحده على جهوده , وهذا امر انا كنت قد تلمسته بنفسي خلال فترة عملي معه .

واسمحوا لي هنا ان اذكر بعض ( وأؤكد على بعض فقط مما انا على علم فيه ) الانجازات التي استطاع الدكتور عبدالقادر الخراز تحقيقها خلال فترة العامين الماضيين التي ترأس فيها الهيئة :

1) استطاع الدكتور ان يقوم بسحب كافة الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الدولة من يد الحوثة ونقلها وإدارتها من عدن وهي تزيد عن 24 اتفاقية , وكان هذا نصر عظيم من حكومة الشرعية على الحوثة في الشمال مما اصابهم بالجنون .

2) أستطاع بعد جهود كبيره ومساعي اخذت وقت وعمل كبير ان يُزيل اسم سقطرى من القائمة السوداء لليونسكو التي تضم المواقع المهددة بالشطب من قائمة المواقع العالمية للتنوع الطبيعي لليونسكو .

3) النجاح بالحصول على ثقة وموافقة برنامج الصندوق الاخضر على تمويل مشاريع الحد من تأثيرات التغيرات المناخية ومشاريع الاستدامة في اليمن , وهو امر عجزت عن تحقيقه الحكومات اليمنية المتعاقبة رغم محاولاتها المستمرة , أود التنويه هنا الى انه من الصعب جداً جداً الحصول على ثقة الصندوق الاخضر الذي يُعد من اهم البرامج الانمائية على مستوى العالم .

4)  تنمية بناء القدرات وتأهيل الكوادر الجنوبيه ( وكنت انا احدها ) التي حُرمت طيلة العقود الماضية من التأهيل والتطوير خلال سيطرة المركزية في صنعاء على كل شيء بالإضافة الى زيادة المشاركات الخارجية في المؤتمرات واللقاءات وورش العمل والندوات . 

5) بناء علاقات متميزة بين الهيئة العامة لحماية البيئة وكافة المؤسسات والهيئات والأجهزة الحكومية في الدولة من اجل الاستفادة القصوى من الخبرات والمساهمة في تحقيق وتطبيق مفهوم التنمية المستدامة .

6) خلال منتصف شهر سبتمبر الماضي وعلى هامش مؤتمر الاطراف في نيودلهي للتصحر استطاع النجاح في الحصول على موافقة منظمة الفاو لتنفيذ برامج في اليمن لمحاربة التصحر بمبلغ 17 مليون دولار .

وغيرها من الانجازات التي لا اعلم بها .. رغم ذلك تكون مكافأة هذا الرجل الذي يبلغ معدل عمله اليومي ما يقارب 18 ساعة في اليوم ( وهذا امر اقسم بالله انني شهدته بنفسي معه ) تكون مكافأته الاقالة .

هذه شهادة صدق وعرفان مني لأخي وصديقي العزيز جداً د.عبدالقادر الخراز اقولها دون محاباة او تملق او نفاق لرجل يستحق كل التقدير والشكر والثناء فالهيئة والحكومة هي من خسرت بهذا القرار وليس عبدالقادر .

اقول قولي هذا وأُشهد الله على كل ما فيه والحمد لله رب العالمين