كارثة صحية وبيئية: الري بمياه المجاري في صنعاء ينذر بـ "سرطان مستدام" ويهدد حياة الآلاف

​يشكل الري باستخدام مياه المجاري غير المعالجة في زراعة المحاصيل في اليمن كارثة صحية وبيئية واسعة النطاق، تهدد بشكل مباشر حياة عشرات الآلاف من السكان، في ظل غياب شبه تام للحلول الحكومية الفعالة.

​وقد كشفت تقارير محلية عن استمرار استخدام هذه الممارسات، وتحديداً في مزارع منطقة الرحبة بالعاصمة صنعاء، حيث يتم سقي الخضروات والمحاصيل مباشرة من مياه الصرف الصحي.

​ الخطر الصحي: نقل الأمراض القاتلة وتحويل الغذاء إلى سم
​يُعد الري بمياه المجاري سبباً رئيسياً لانتشار مجموعة من الأمراض القاتلة والمستدامة، التي تنتقل عبر السلسلة الغذائية والمياه الملوثة. وتشمل أبرز المخاطر الصحية ما يلي:
​نقل السرطان: تلوث الخضروات بالمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الموجودة في مياه الصرف الصحي، مما يحولها إلى ناقل مباشر للمركبات المسرطنة.

​فشل الأعضاء الحيوية: التسبب في فشل الكبد والجهاز العصبي نتيجة تراكم السموم والمواد الضارة في جسم الإنسان مع الاستهلاك المتكرر للمحاصيل الملوثة.
​الأمراض الوبائية: انتشار الطفيليات والبكتيريا والفيروسات التي تسبب أمراض الجهاز الهضمي والأوبئة المزمنة.

​ الدمار البيئي: تلويث مصادر المياه والتربة
​لا يقتصر التأثير الكارثي على صحة الإنسان فحسب، بل يمتد ليشمل دماراً بيئياً واسعاً. حيث تتحول التربة الزراعية إلى بيئة ملوثة بالبكتيريا والمواد الكيميائية، كما أن تسرب هذه المياه إلى مصادر المياه الجوفية يحولها إلى تهديد مباشر، ويقضي على أحد أهم مصادر المياه الصالحة للشرب والري الآمن.