الكشف عن تمثال يمني في معرض فني بسويسرا

كريتر سكاي/خاص

كشف الباحث عبدالله محسن عن تفاصيل مثيرة حول تمثال استثنائي ونادر من المرمر لشخصية نسائية بارزة من مملكة قتبان القديمة، يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، أي ما يقارب 2300 عام. يتميز هذا التمثال بدمجه الفريد بين المرمر والبرونز.

وقد أشار إلى هذا التمثال عدد من الباحثين البارزين مثل كليفلاند ودي ميغريه. وفقًا للباحث محسن، غادر التمثال اليمن قبل عام 1970 متجهًا إلى فرنسا، ثم استقر في سويسرا. وقد عُرض مؤخرًا في معرض باد لندن، الذي أقيم في ساحة بيركلي خلال الفترة من 2 إلى 8 أكتوبر 2017. يُعتبر هذا المعرض حدثًا سنويًا مرموقًا أسسه باتريك بيرين، تاجر التحف الباريسي، عام 2007.

وحسب الوصف المقدم من مؤسسة فينيكس للفن القديم، التي تعرض التمثال ضمن مجموعتها، فإنه "يُعد هذا التمثال الاستثنائي أكمل تمثال من المرمر معروف، مع شعر برونزي ومجوهرات محفوظة". تظهر المرأة في التمثال مرتدية تاجًا، وقلادة، وأقراطًا، وأساور على شكل ثعبان على كل ذراع، مع ذراعين مثنيتين عند المرفقين وبارزتين للأمام. ترتدي فستانًا طويلًا بأكمام قصيرة، وتقف بثبات على قدميها العاريتين التي تشكل قاعدة صغيرة.

وتفصيلاً للملامح، تتميز الرأس البسيطة بأذنين كبيرتين على شكل صدفة مزينتين بأقراط برونزية. الشعر المصنوع أيضًا من البرونز مصمم بدقة على الجهة الأمامية بتاج، وعلى الجهة الخلفية بضفيرة طويلة منحوتة بخطوط قصيرة. العيون الكبيرة لها جفون محفورة بعمق مرصعة بمادة داكنة، ربما البيتومين، مع بياض العينين المنحوت بشكل منفصل وتفاصيل إضافية للحدقتين المملوءتين بنفس المادة. الحواجب رفيعة ومرتفعة، وعظام الخدين بارزة. الأنف طويل ومستقيم، والشفتان رقيقتان ومضغوطتان بإحكام، مما يضفي على التمثال نظرة هادئة.

تُظهر وضعية اليدين، إحداهما ممدودة والأخرى مضغوطة وتحمل شيئًا ما، التمثال كملكة عابدة. ويُعد التباين الملحوظ بين التفاصيل الدقيقة للوجه والنسب القصيرة للجسم سمة مميزة للنحت في اليمن القديم من تلك الفترة. ويُشار إلى أن الغالبية العظمى من التماثيل البشرية في فن جنوب شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك هذا النوع، وُجدت في المقابر، مما يشير إلى أنها كانت صورًا للمتوفي توضع بالقرب من القبر.