صحفي يجسد مأساة طريق الحياة باليمن: مغلق حتى إشعارٍ آخر

كريتر سكاي/خاص

في شهادة مؤثرة تعكس واقع اليمن المرير، وصف الصحفي اليمني سمير رشاد اليوسفي حالة الطرق في البلاد بأنها لم تعد مجرد وسيلة للوصول، بل "اختبار يومي للنجاة"، وأنها "مغلقة حتى إشعار آخر". في تغريدة حادة ومليئة بالدلالات، كشف اليوسفي عن تفاصيل مؤلمة للمعاناة اليومية للمسافرين، محملاً الأطراف المتصارعة مسؤولية هذا الوضع المتردي.

يؤكد اليوسفي في تغريدته أن الطريق في اليمن "لا يُقاس بالكيلومترات، بل بعدد الحواجز، ونوع السلاح المرفوع في وجهك، ولهجة العسكري الذي يسألك: إلى أين؟". مبرزاً تحول الطرق إلى ساحات للابتزاز والترويع والإذلال.

وفيما يتعلق بالطرق الرئيسية، يشير اليوسفي إلى التناقض الصارخ بين ما يقال وما هو واقع، فبينما يُزعم أن الطرق بين مأرب وصنعاء مفتوحة، يؤكد المسافرون أنها "تفتح أمام الكاميرات، وتغلق بالبندقيات". أما الطريق بين تعز وعدن، فيصفه بأنه لم يعد طريقاً عادياً، بل "صار آلة تعذيب"، حيث تستغرق الرحلة من ساعتين إلى ست ساعات، وأحياناً "إلى أجل غير مسمى"، بمرور المسافرين "من حفرة إلى كمين، ومن شك إلى إذلال، ومن نقطة تفتيش إلى سؤال بلا إجابة".

وعن الوضع في الحديدة، يكشف اليوسفي عن تعقيدات بيروقراطية وإذلالية، حيث "لا تتحرك الشاحنات إلا بتصريح، والتصريح يحتاج تصريحاً، والتصريح الثاني يحتاج مالاً، والمال يحتاج إذناً من مسؤول لا يظهر إلا بعد جلسة تخزين".

ويحمل اليوسفي جماعة الحوثيين مسؤولية مباشرة في هذا الانسداد، مشيراً إلى أنهم "يرفعون الحواجز متى شاءوا، يوقفون من يريدون، ويطلقون من يريدون". في المقابل، يوجه انتقاداً لاذعاً لـ"الشرعية" التي "تلتزم الصمت، صمتاً مريباً، كأن الطرق لا تعنيها".

ويختتم اليوسفي رسالته بتساؤلات مؤرقة حول مستقبل اليمن في ظل هذه الطرق المغلقة: "ماذا لو انتهت الحرب وبقيت الطرق مغلقة؟ ماذا لو ظلت الحواجز؟ وظل الجنود هم الحاكمون؟ وظل المريض يموت في الطريق؟". ويشدد على أن التنمية في اليمن "لا تقاس بعدد المشاريع، بل بعدد الأرواح التي تأخرت عن الحياة… لأن كل الطرق تؤدي إلى الإذلال".

ويطلق الصحفي سمير رشاد اليوسفي صرخته الأخيرة، مطالبًا ببساطة: "افتحوا الطريق. فقط الطريق. لسنا نطلب شيئاً أكثر من ذلك. افتحوا الطريق بين المدن… بين الإنسان وأخيه الإنسان… بين المريض والمستشفى… بين المسافر والمطار… بين الحياة والمستقبل. افتحوا الطريق… قبل أن ننسى أننا بشر."