رئيس مجلس القيادة الرئاسي: القضية الجنوبية جوهر أي تسوية عادلة والوحدة لن تُفرض بالشعارات
أكّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في خطاب له مساء الثلاثاء بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة الي...
أكد القيادي اليمني البارز علي محسن الأحمر، اليوم، في تدوينة مطولة على منصة "إكس"، أن الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990، هي "منجز وطني عظيم جسّد إرادة شعبٍ عريقٍ ناضل طويلًا من أجل كرامته وحريته ووحدته". جاء ذلك بمناسبة الذكرى الـ35 لقيام الجمهورية اليمنية.
وأوضح الأحمر أن وحدة مايو لم تكن مجرد اتفاق سياسي، بل كانت "تتويجًا لتاريخٍ مشتركٍ من النضال والتضحيات، وحصيلة طبيعية لوحدةٍ سبقت الإعلان"، مشيرًا إلى تلاحم أبناء اليمن شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا في مقارعة الإمامة والاستعمار. واستشهد بحصار السبعين يومًا في صنعاء كدليل على "وحدة المصير"، حيث كانت عدن وتعز بمثابة مراكز بديلة في حال سقوط العاصمة، مما يدل على أن "الجغرافيا كانت واحدة، كما كانت الدماء والغايات واحدة".
كما استشهد الأحمر ببيت الشاعر اليمني حسين أبوبكر المحضار: "وحده، وبالوحدة لنا النصر مضمون"، مؤكدًا أن هذا النصر لم يكن عسكريًا، بل كان "انتصارًا للهوية الواحدة، ولإرادة التعايش، ولعزيمة البقاء كيانًا وطنيًا جامعًا لا يقبل التشظي ولا الانكسار".
وفي سياق حديثه عن الوحدة، أشار الأحمر إلى "النموذج المشرق والناجح لمجلس التعاون لدول الخليج العربية"، الذي وصفه بـ "أنجح نموذج للتكامل الإقليمي العربي". وأشاد بقدرة المجلس على توحيد الإرادة وتنسيق السياسات وتحقيق أهداف مشتركة، مما جعل دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، نماذج للنهضة والتنمية.
كما خص الأحمر بالذكر "جهود المملكة العربية السعودية"، مشيدًا بالإصلاحات والمبادرات الطموحة والناجحة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأشار إلى أن هذه الجهود لم تقتصر على الشأن الداخلي، بل شملت ملفات إقليمية ودولية مؤثرة، مثل الدفع باتجاه عودة سوريا إلى محيطها العربي ودعم الشرعية اليمنية، بهدف "تعزيز الاستقرار وإعادة التوازن للمنطقة".
وأكد الأحمر أن الإشارة إلى هذه التجارب ليست للمقارنة، بل "من باب التذكير بأن الوحدة والتكامل حين تقترن بالإرادة والرؤية، فإنها تصنع الفارق وتخلق الفُرص، وتفتح آفاق التقدّم والتنمية".
واختتم القيادي اليمني تصريحه بالتأكيد على أن "الأمن والاستقرار والنهضة في يمن اليوم، لن تُبنى إلا على إدراك قيمة هذه الوحدة، ووعي الشعب بحتمية تكامل كل مدن ومحافظات اليمن وعلى رأسها، هذه المدن الثلاث: عدن وصنعاء وتعز، إلى جوار حضرموت التاريخ، كركائز أصيلة في استعادة الدولة، وتثبيت السلم، وتحقيق التنمية".
ودعا الأحمر إلى الاحتفاء بالوحدة "لا كذكرى عابرة، بل كعهدٍ متجدد ومسؤولية وطنية، وركيزة لا غنى عنها لمستقبل اليمنيين جميعًا". مختتمًا: "وكل عام واليمن بخير، ووحدته في أمان، وشعبه في عزة وكرامة".