وفاة طفلة بطريقة مؤلمة في تعز

كريتر سكاي/ خاص

أفاد الناشط عبدالله الراجحي عن وفاة طفلة بتفاصيل مؤلمة بتعز .

وقال الراجحي في تفاصيل القصة في منشور على صفحته بفيس بوك رصده محرر كريتر سكاي: 
هذهِ الطفلة إبنة صاحبي علاء، هي الآن في الثلاجة.. لكنها لم تمت بسبب المرض… بل ماتت لأن مستشفى "الصفوة" أغلق قلبه قبل أن يغلق بابه.
ماتت لأن "السرير" كان أهم من "الإنسان".
ماتت وهي تبحث عن فرصة أخيرة للحياة، عن شهيق واحد، عن إسعاف أولي ممكن، عن طبيب يربّت على صدرها الصغير ويقول: "لا تخافي، نحن هنا".
لكن لم يفعل أحد.

في مستشفى الصفوة، ليست الصفوة سوى شعارٍ على جدار بارد.
لم يرفضوا استقبالها بحجة "السرير" وحسب، بل رفضوا إتخاذ أي اسعافات أولية معها.. دخلت بغيبوبة، وكانت بحاجة إلى اوكسجين وانعاش قلبي ورئوي.
لم ينظروا إلى عينيها المغمضتين، لم يلاحظوا أنها كانت تحارب الموت بكل خلية فيها.
لم يمدّ أحد يده. لم يفتح أحد قلبه.
قالوا: "لا يوجد سرير"…
وكأن الكارثة كانت تبحث عن "حجز مسبق" لتُعالج.

ثم حملوها إلى مستشفى الثورة، لا لتُعالج، بل لتصل إلى الثلاجة.
وكأننا لم نعد نحتاج أطباء، بل موظفين متخصصين في استقبال الراحلين، لا في إنقاذ الأحياء.

أي قلب هذا الذي يستطيع أن ينام في مناوبته، بينما طفلة تموت على الباب؟
أي ضمير يستطيع أن يبرر الموت بالنظام الإداري؟ هل أصبحنا فعلاً في زمن يُرفض فيه الإسعاف لأن "السرير مشغول"، وكأن الطفلة كانت تطلب جناحاً في فندق خمس نجوم؟

يا سادة الطب… إن لم تجدوا سريراً، قدموا صدراً.
وإن لم تملكوا أجهزة، فافتحوا عيونكم، وافعلوا شيئاً.
لأن العار الآن ليس على المرض، بل على من وقف متفرجاً وهو يرى الحياة تنسحب من جسد صغير.

الطفلة الآن في الثلاجة…
لكن من تجمّد فعلاً هو الشعور، والضمير، والإنسانية.

#