إعلامي جنوبي: التحالف يفشل عسكريا وأخلاقيا في اليمن

عدن((كريتر سكاي)) خاص

قال الاعلامي الجنوبي جمال حيدره انه حينما هبت عاصفة الحزم خلناها ستدفع بسحابة غيث إلى سماء اليمن، السماء التي ظللتنا بالطائرات الحربية وامطرتنا صواريخ وقنابل، وكان علينا أن نهلل ونكبر لتلك الصحوة العربية المفاجئة، كان علينا أن نفرح ونصفق ونطبل لذلك الدمار الذي طال المطارات والمعسكرات والقواعد الحربية ومخازن الأسلحة، كان علينا أن نؤيد ذلك التدخل العسكري المباغت والعنيف، كان علينا أن نُصمت ضمائرنا ونغلق نوافذ التفكير بالسيادة، ولا ننظر للأرض التي تحترق إلا على أنها أرض غير يمنية ولا حتى عربية، لاسيما وأن الهدف المعلن هو تدمير إيران.. إيران الدولة التي لا تنكر دعمها ورعايتها للحوثيين غير أنها لم تنشر مقاتلاتها الحربية على سماء اليمن، ولم ترفع علمها فوق الدبابات والمصفحات والاطقم ولا في واجهة المعسكرات وعلى رؤوس الجبال ولذلك كان على التحالف العربي أن يلتزم بقواعد اللعبة، ويحارب الحوثيين بالشرعيين، لربما كان حافظ على ماء وجهه وجنب نفسه فضيحة تبلغ من العمر خمسة أعوام وسوف تعمر لعقود قادمة، ولربما تقود قائد ذلك التحالف إلى المحاكم الدولية كمجرم حرب قتل وشرد آلاف الأبرياء، ودون أن يحقق هدفا ولم يصل إلى نتيجة، تبرر الحرب والحصار والتجويع والترويع. 

واضاف حيدره: لقد دخل التحالف الحرب بكل ثقله العسكري، وكان هدفه منذ البداية كسر إيران، ولأن بينه وبين إيران ملايين السنين الضوئية من حيث التفوق العسكري والترسانة الحربية فشل في دحر جماعات يسمونها انقلابية، وكان عليه حين إذن أن يحارب اقتصاديا، ويستبدل هدف تدمير إيران بهدف بناء اليمن وانقاذ الشعب الجائع الفقير، لربما تمكن من الإبقاء على مؤيده وافلت من مسؤولية المجاعة التي فتكت وتفتك باليمنيين.

وتابع: خمس سنوات أنفق فيها الخليج بقيادة السعودية مئات المليارات من الدولارات لشراء الأسلحة في سبيل تدمير إيران في اليمن لكن كم قدمت تلك المملكة لإعادة إعمار اليمن وتخفيف معاناة شعبه على الأقل في المدن المحررة، كم نازحا ومشردا آوتهم المملكة وهي المسؤول الأول عن مأساتهم، وحتى المغترب الذي كان يعمل بالمملكة ويصرف على أفراد أسرته بالداخل طردته للأسف المملكة وقد عاد أكثر من مليون مغترب يمني في أول سنة حرب، وما تزال تزرع الأسلاك الكهربائية في طريق النازحين والهاربين من صواريخها وحصارها البري والبحري والجوي. 

كوريا الجنوبية هذه الدولة التي تتوسط البحر الأصفر  ولا تربطنا بها حدود ولا قواسم اللغة والدين احتضنت مئات اللاجئين اليمنيين، الإكوادور تلك الدولة اللاتينية آوت آلاف اليمنيين ولم تطلب منهم فيزة ولم تفرض عليهم كفيل، وفي مصر والسودان وجيبوتي والحبشة هبط ملايين اليمنيين وعاشوا وتعايشوا واوجدوا لأنفسهم لقمة عيش تبقيهم على قيد الحياة في انتظار انتهاء مهمة التحالف العربي في سبيل كسر إيران، وفي أوروبا مئات الالاف من اليمنيين تدفقوا على أمواج البحر ووجدوا زادا وماء ومميزات لجوء تليق بادميتهم.. فماذا قدمت المملكة الجار الشقيق الذي يحارب إيران في اليمن؟ 

هل فتحت مخيمات نزوح كما فعلت تركيا مع السوريين كنوع من الالتزام الأخلاقي حيال مأساة هي من صنعتها، هل عدلت من إجراءاتها القاسية مع المغترب اليمني هناك، هل وفرت الخدمات من كهرباء وماء ومشتفات نفطية على الأقل في المحافظات المحررة، هل أعادت أعمار مدن دمرتها صواريخهم، وهل ينظرون لليمني على أنه إنسان؟ 

خمسة مائة مليار دولار أو ما يسمى صفقة القرن دفعتها المملكة لشراء أسلحة لكي تحارب بها إيران ومن أرض يمنية أيضا.. ماذا تساوي أمامها 500 مليون دولار قدمتها المملكة كوديعة للبنك المركزي اليمني، وقبلها مليار دولار كوديعة أيضا؟

لقد فاض الكيل ولا يمكن السكوت على الفشل العسكري والأخلاقي للتحالف، وقد أنتج 18 مليون يمنيا جائعا، بحسب تقارير أممية.