اول رد على اتهامات الحو..تي للمنظمات الدولية "هروب من الحقيقة التي تهدد الجماعة"

كريتر سكاي / خاص

اكد الصحفي والباحث هشام المسوري إن اتهامات عبد الملك الحوتي للمنظمات والهيئات الأممية بتشكيل خلايا تجسس، تبدو خطوة للهروب من مواجهة الحقيقة الداخلية التي تهدد تماسك البنية القيادية والتنظيمية لجماعته.

وقال المسوري إن الرجل ذكر أسم مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأغذية العالمي وخلية من العاملين في البرنامج ومنظمة اليونيسف كجهات زودت بإحداثيات أدت إلى استهداف حكومة الجماعة في أغسطس الماضي" .

مشيرا إلى أن الحوثي تعمد صياغة رواية بديلة تبرر حملة اختطافات جديدة، وتفتح الباب أمام احتمالية تنفيذ عمليات إعدام بحق المعتقلين من العاملين في هذه المنظمات الدولية والأممية.

واوضح المسوري ان هذه رسالة للقاعدة الداخلية للجماعة نفسها، مفادها أن الخطر خارجي والمذنبون من خارج الجماعة وليس من داخلها.

إنكار الحقيقة الداخلية شرط لحماية البنية التنظيمية.

في سياق متصل قال المسوري إن الجماعة تصور نفسها ككتلة تنظيمية معصومة و اتهاماتها للمنظمات والهيئات الدولية الأممية محاولة لإعادة إنتاج صورة هذه العصمة وقطع أي مسار للشك داخلها والحفاظ على هيبة التنظيم.

ونوه إلى ان الحوثية تنظيم مغلق يرى في الاعتراف بالاختراق الداخلي خطرا كبيراً ، وفكرة وجود اختراق من داخل الجماعة، تثير رعب شامل وغير محدد. يصبح الجميع يشك بالجميع داخلها.

واشار إلى ان تسمية المنظمات الانسانية كجهة خارجية، حيلة لتحويل الخوف من الجميع داخل الجماعة إلى خوف محدد ضد جهة خارجية يمكن إدارته، ويتيح الحفاظ على وهم العصمة التنظيمية الداخلية وأنها غير قابلة للتصدع والتفكك.

كما اكد ان الاختراق حدث بالفعل من داخل الجماعة وبنيتها القيادية، لكنها تهرب عبر تحويل الاتهام الى جهة من خارجها عبر تقديم العاملين في المنظمات الانسانية كقربان وربما تنفذ لاحقا عمليات إعدام، ويمكنها أن تحقق من خلال هذه الحيلة تماسكاً مؤقتاً، لكنه يولد تصاعدا للشكوك داخل الجماعة نفسها.

واختتم حديثه بالقول إن الحوثية مثل كل الحركات النازية والفاشية تواجه دائماً خياراً صعباً. إما الحفاظ على وهم العصمة والتماسك عبر إنكار الحقيقة وإعادة توجيه الغضب إلى خارج الجماعة، أو مواجهة الانكشاف الداخلي الذي قد يؤدي إلى التفكك.