حديث عن الرقصة الأخيرة لصالح مع الحوثي.ين

كريتر سكاي: خاص



تحدث الدكتور عبدالرحمن الشامي عن الرقصة الأخيرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح مع جماعة الحوثي

 


وقال الشامي في منشور:

"الرقصة الأخيرة" ،توريث لم يكتمل...!

الفيلم الوثائقي "المعركة الأخيرة"، أو إن شئت قل: "الرقصة الأخيرة"، الذي أنتجته قناة العربية، قدم رواية للأحداث من وجهة نظر واحدة.. فالمشاركون فيه -تقريبا- خمسة أو ستة أشخاص، كلهم من الدائرة الضيقة القريبة والمقربة من الرئيس الراحل علي صالح، بالإضافة إلى ابنه "مدين"!
فيلم الرواية الواحدة، يظل في نهاية المطاف، يعكس وجهة نظر واحدة، ووجهة النظر الواحدة هي رواية منقوصة للأحداث!

وتابع قائلاً:
والأفلام الوثائقية، كأي عمل صحفي، لا يمكن أن يتحقق لها أدنى درجة من المهنية ما لم تتضمن مختلف وجهات النظر المتصلة بالقضية، وفي هذا الفيلم رواية لما حدث في الثاني من شهر ديسمبر  2017 من طرف واحد!
أهم ما قدمه الفيلم التأكيد على ما تم تداوله سابقا في مناسبات مختلفة عن مكان مقتل "صالح"، وبعض التفاصيل المهمة المتصلة بتلك العملية، من خلال رواية عدد من المشاركين فيها، وفي مقدمتهم ابنه "مدين"...!
ويمكن القول: بأن الفيلم نجح في هدفه الرامي إلى خلق تعاطف واسع مع الرئيس الراحل "صالح" عبر بنية محكمة للفيلم، وظفت الاستمالات العاطفية من خلال انتقاء عدد من الحوادث، واستدعاء مشاهد مختارة بعناية من خطبه وتصريحاته.. كما قدم الفيلم شابا في مقتبل العمر، وهو ابنه "مدين"، في أول إطلالة له أمام الشعب اليمني، وربما يعد لدور ما في المستقبل القريب...!
وكما أثار الفيلم جدلا واسعا، كذلك كانت حياة الرئيس الراحل "صالح"، وسيبقي موضع جدل طويل ما بين مؤيدين محبين له حد "التقديس"، ومناوئين "كارهين" له حد الفجر في الخصومة...!!


وتابع بالقول:
غير أن الرجل حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود، وطبيعي أن يكون له عدد من المحاسن، وكثير من المساوئ، فقد كان "ديكتاتورا" من نوع خاص، و"ديمقراطيا" من نوع خاص، ولكنه -قطعا- لم يكن جادا في بناء دولة المؤسسات، وإنما بنى شيئا آخر، سمه ما شئت، مما جعل اليمن تصنف ضمن الدول الأكثر فسادا، ودولة "رخوة"، وفي نهاية المطاف؛ دولة منهارة متشظية: جغرافيا، وسياسيا، واجتماعيا.. وفي طريقها إلى مزيد من التشظي والانقسام!!

واختتم بالقول:
في تقديري؛ لو أن "صالح" انتصر في مواجهته الأخيرة، لأصبح "أسطورة" في الداخل خاصة، والإقليم والخارج عامة.. فهو مهندس التحالفات، والمنقلب عليها، وهو الشخص الذي لا يلين، والمقاتل الذي لا يهزم، والقائد الذي لا يستسلم، ومن ثم فالرئاسة حقه الذي لا ينازعه فيه أحد، ولذريته من بعده.. شاء من شاء، وأبى من أبى..  ولكنه انهز م في "رقصته الأخيرة"، وقتل شر قتله...، ولم يستطع استعادة الحكم الذي سلب منه، ولا توريثه لذريته من بعده ...!!
والله غالب على أمره، ومالك الملك، يؤتي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، متى شاء، وكيفما يشاء...!!