تحذير من المرور في هذه الطرقات
حذرت وزارة الدفاع اليمنية من استخدام الطرق الصحراوية الرابطة بين الجوف ومأرب وحضرموت.مؤكدةً أن...
كشفت مصادر أمنية، يوم الأربعاء، عن وفاة شخصين وإصابة خمسة آخرين بحالة اختناق داخل بئر، في محافظة تعز، في حادثة مأساوية تعكس خطورة الظروف المعيشية في ظل أزمة مياه متفاقمة.
وأوضح مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المعترف بها دولياً، أن "شخصين تتراوح أعمارهما بين 28 و65 عاماً لقيا حتفهما اختناقاً داخل بئر سطحية في قرية صهبة بعزلة الشراجة، التابعة لمديرية جبل حبشي، غرب مدينة تعز".
وأضاف المركز أن "خمسة أشخاص آخرين أُصيبوا بحالة إغماء نتيجة استنشاق العوادم المنبعثة من مولد كهربائي كان يستخدم لشفط المياه من داخل البئر، وذلك أثناء الحادثة التي وقعت يوم الثلاثاء". ونقل الإعلام الأمني عن شرطة مديرية جبل حبشي أن الضحايا نزلوا إلى البئر تباعاً، في محاولة لإنقاذ من سبقهم بالنزول، ما تسبب في تعرضهم للاختناق نتيجة انعدام التهوية وتراكم الأبخرة السامة الناتجة عن تشغيل المولد داخل مساحة مغلقة.
وأشار المصدر الأمني إلى أنه جرى انتشال الجثتين من داخل البئر، كما جرى إسعاف المصابين بحالات الإغماء إلى المستشفى لتلقي العلاج. واعتبر الإعلام الأمني الحادثة نتيجة "إهمال من قبل الضحايا"، في ظل عدم اتخاذ احتياطات السلامة والوقاية.
وفي سياق متصل، شهدت مديرية مشرعة وحدنان جنوب محافظة تعز، حادثة مأساوية أخرى، ذهب ضحيتها طفل بعدما دهسته سيارة مخصصة لتوزيع مياه الشرب ضمن مشروع سقيا الماء الموجه لإغاثة الأهالي. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأن الطفل عاصم الصبري، البالغ من العمر 10 أعوام، توفي بعدما دهسته شاحنة مياه أثناء تدافعه مع عشرات المواطنين خلف السيارة للحصول على جالون ماء، ضمن المشروع الإغاثي الذي جاء استجابة لأزمة العطش التي تضرب المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن الحادثة وقعت نتيجة حالة من الفوضى والازدحام الشديد خلال توزيع المياه، وسط غياب أي إجراءات تنظيمية تضمن سلامة المواطنين، وخاصة الأطفال، الذين يُشاركون في عمليات الجمع والنقل.
وتأتي هذه الحوادث المؤلمة في سياق أزمة جفاف غير مسبوقة تضرب محافظة تعز، حيث تسببت ندرة المياه في نضوب العديد من الآبار وارتفاع أسعار المياه إلى ما يزيد عن خمسة أضعاف مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة، وفقاً لشهادات محلية وتقارير ميدانية. وتواجه آلاف الأسر صعوبات يومية في تأمين مياه الشرب، ما دفع العديد من المواطنين للجوء إلى طرق بدائية وخطيرة لاستخراج المياه، أو التجمهر حول صهاريج التوزيع التابعة للمنظمات الإنسانية والمبادرات الأهلية. وتعكس الحوادث الأخيرة هشاشة البنية التحتية للخدمات الأساسية، وغياب معايير السلامة في تنفيذ المشاريع الإغاثية، في منطقة تعاني أصلاً من حصار طويل الأمد، وانقطاع الخدمات الحيوية منذ سنوات الحرب.