الوكيل ساريه يبعث تهنئة الى بن بريك
بعث عبد الباسط بن ساريه برقية لرئيس الوزراء سالم بن بريك جاء فيهاالاستاذ سالم صالح بن بريكيطيب لي أن...
في زمن تكاد البطولات فيه تغتال على أعتاب الخذلان يخرج من رحم المعاناة رجل يشبه الحكاية واكثر إنه العميد/ محمد صالح الغنيمي "ابو جبر الغنيمي" ذلك القائد الذي لم ينتظر امراً من وزارة ولا تفويض من أحد ليقف في وجه طوفان الظلم الحوثي .. بدأ مشواره كما تبدأ كل الثورات الأصيلة من قلب المقاومة الشعبية ومن صدى البنادق التي كانت نائمة في جبال وكهوف ذي ناعم بمحافظة البيضاء.
لم يكن الغنيمي ضابطاً نُقل بقرار عسكري او تكليف بل كان رجلاً انتزع موقعه بالدم والتضحية، جمع رجال القبائل وحرضهم واحداً تلو الآخر لم يكن لديه غير الكلمة الصادقة والنية الصلبة والبوصلة التي لا تحيد عن شرف المعركة، لم يكن بحاجة إلى رتب ولا نياشين فالميدان شهد له قبل أن يكتب اسمه في سجلات القيادة.
ومع كل معركة كان يخوضها في جبال البيضاء كانت سمعته تسبق خطواته إلى جبهات أخرى رويداً رويداً أصبح أبو جبر اسم ترتعد له فرائص ميليشيا الحوثي الارهابية وقائد تتعلق به آمال آلاف الجنود والمواطنين .. لم يصل إلى قيادة محور الرزامات واللواء 245 مشاة لأنه يبحث عن مجد شخصي بل لأنه أصبح ضرورة وطنية فرضتها الجغرافيا والميدان والناس.
لقد حوّل الغنيمي بندقيته من أداة مقاومة إلى مدرسة قيادية، لم يكن مجرد مقاتل بل صانع قرار وملهم رجالات الصف الأول .. في زمن أرهقته الحسابات السياسية ظل الغنيمي يمثّل المعنى الحقيقي للانتماء: أن تقاتل لأنك لا تستطيع أن ترى وطنك يهان وأنت صامت.
واليوم لا ينظر إليه الناس كقائد لواء أو مسؤول محور فحسب بل كرمز نقي لمشروع مقاومة وطني لم تلوثه الحسابات الحزبية الضيقة ولا المزايدات الفئوية فالرجل رغم اتساع رقعة الحرب وضبابية المشهد ظل واقفاً على بعد خطوة واحدة من جميع الأحزاب والطوائف لا يقترب طمعاً ولا يبتعد خوفاً وإنما يترك مسافة تكفيه ليرى الحقيقة كما هي: وطنٌ مختطف وعدوٌ واحد اسمه الحوثي.
يعول عليه أبناء الشعب اليمني الكثير لأنه يشبههم يتحدث بلغتهم ويحمل همهم دون أن يبيع الوهم أو يشتري المجد المزيف إنه من أولئك القادة الذين إن ناديتهم باسم الوطن لبوا وإن أشرت إلى الخطر صوبوه دون أن يلتفتوا إلى اليمين أو اليسار.
فأبو جبر الغنيمي لم يولد قائداً بل ولد ليقود، هو ليس مشروع حزب بل مشروع وطن وبوصلته لا تشير إلا إلى هدف واحد هو تحرير اليمن من كابوس الحوثي مهما طال الطريق .