تحرير قضية الجنوب من قبضة المليشيات المناطقية بات الهدف الأهم!!
عبدالكريم السعدي
عندما نبهنا بأن جماعة الانتقالي جماعة نفعية لا قضية لها ولا هدف سوى استغلال المساحة الممنوحة لها من...
في وقتٍ تتزايد فيه التحديات السياسية والأمنية في اليمن، يظهر الرئيس الدكتور رشاد العليمي كرجل دولة استثنائي، اختار أن يواجه الرياح بدلًا من أن ينحني لها. لم تكن الطريق ممهدة أمام الرجل الذي حمل أمانة المرحلة في وقت صعب ، بل اصطدم منذ اللحظة الأولى بتعقيدات المشهد اليمني، وصراعات المصالح التي تغلغلت حتى في أروقة مجلس القيادة الرئاسي نفسه.
ومع ذلك، لم يلتفت العليمي إلى المعارك الجانبية التي يسعى البعض لجر البلاد إليها، بل وجه بوصلته نحو الهدف الأسمى: تحقيق الاستقرار السياسي، وبناء دولة مدنية حديثة، تحفظ كرامة المواطن وتفتح الباب أمام التغيير الديمقراطي الحقيقي.
راهن العليمي منذ البداية على وعي الشعب اليمني، وعلى القوى الوطنية التي ما زالت تؤمن بأن اليمن لا يجب أن يُختزل في الولاءات الضيقة، أو يُقسم لصالح مشاريع أجنبية عابثة، تغذيها أطراف إقليمية ودولية لا ترى في اليمن إلا ساحة لصراعاتها ونفوذها.
الرئيس العليمي ليس طارئًا على المشهد الوطني. هو ابن الدولة، ومن رموزها البارزين الذين تحملوا مسؤوليات كبيرة في مراحل دقيقة من تاريخ اليمن، وقد أُوكلت إليه مهام صعبة أثبت خلالها حكمة القائد وصلابة الموقف. واليوم، يعود في لحظة مصيرية، ليقود البلاد من دون غطاء قبلي أو دعم حزبي أو نفوذ عسكري، مسلحًا فقط بإيمانه بالدولة، وبالثقة التي منحه إياها الشعب والقوى الوطنية الصادقة.
ورغم محاولات التشويش على مشروعه الوطني، إلا أن “الرحال” – كما يسميه البعض – لا يزال ماضياً في طريقه، متحدياً الموج، غير مكترث لأصوات النشاز التي تقودها جماعات منفلتة، ترفع شعارات زائفة وتعمل على تقسيم اليمن وفقًا لأجندات تخدم مصالح غير يمنية.
إن الرئيس العليمي، وهو يقود هذه المرحلة المفصلية، يؤمن أن بناء الدولة ليس مهمة سهلة، لكنها مهمة لا تقبل التراجع. وما دامت هناك إرادة حقيقية، وشعب لا يزال يحلم بوطن يحتضن الجميع، فإن مشروع الاستقرار والسلام والعدالة سيظل ممكنًا، بل وواجبًا.