دلالات القبض على قيادات حو. ثية في مناطق الشرعية: هل بدأ إنهيار شبكة النفوذ الخارجي للجماعة؟
كمال صلاح الديني
تثير الوقائع الأخيرة، والمتمثلة في القبض على الشيخ القبلي الموالي لجماعة الحوثي محمد أحمد الزايدي في...
مثلما كانت قضية إختطاف وقتل الطفلة "طيف الرفاعي" حدثّا تجسدت فيه اللُحمة الشبوانية بكافة مشاعر الحزنِ والقهر، على إختطاف طفلةٍ لم تتجاوز الثلاثة أعوام، وتعذيبها وقتلها بتلك الصورة الوحشية في جريمةٍ يندى لها الجبين، وترفضها كل القيّم الإسلامية والأعراف الإجتماعية، ينبغي أن تكون محاكمة قاتليها، أيضًل حدثًا يتوحد فيه صوت أبناء محافظة شبوة، وكل من يحمل في قلبهِ مثقال ذرةٍ من الإنسانية، بمطلبٍ واحد ووحيد، رئيسيٍ ورئيس، هو تنفيذ شرع الله في حق من إرتبكوا تلك الجريمة البشعة دون أن تهتز مشاعرهم لصراخ طفلةٍ لم تبدأ في النطقِ بعد.
القضية ومنذُ يومها الأول لم تعد قضية أهلها فحسب بل قضية إنسانٍ ومجتمعٍ، مجتمعٍ يرفض ويستنكر هذه الجرائم، وإنسانٍ تأبى غرائزة الطبيعية قتل رجلٍ كبير تحت أي مبررٍ وذريعة فضلًا عن طفلٍ صغير، وحينما تصبح المجني عليها طفلةٍ لاذنب لها سوى أنها كانت بريىة جدًا لتعتلي حضن تلك المرأة وترافقها مع أخيها وزوجها، وهي لا تملك القدرة على الحديث لتسألهم، ماذنبيّ!؟ ما الذي يدفعكم للإنتقام من أسرتي؟ ولماذا تنتقمون منهم بقتلي؟.
كانت طيفٌ بريئةٌ حد الصمت عن الصراخ عندما إقتادوها إلى منزلهم، وقاموا بإنتزاع روحها بكل وحشيةٍ وبرودة دم، كما لو أنّها دمية في مسرحٍ يملأوه الأشرار والمشعوذون.
لازلت إتذكر جيدًا أقوال أحد المتهمين حينها، عندما قامت إدارة شرطة محافظة شبوة بنشر البيان الأول لتفاصيل القضية، قال : أنّه ضرب رأسها بمطرقة أو عصى حتى فقدت وعيها، ثم نادى شركاء الجريمة، ليتمّوا ما سوءتهم برميها من أعلى الجبل، بعد أن وضوعها في كيسٍ قماشي، أو شِوالةٍ. قالها هكذا حرفيًا، بحسب بيان الشرطة الذي نشر إعترافاتهم خلال التحقيقات، قالها بكل برودة دم!؟ قمنا برميها من أعلى التل!!! ولكم أن تتخيّلوا كيف يمكن لإنسانٍ عاقلٍ، أن يقوم بوضع طفلةٍ لم تتجاوز الثالثة من عمرها في كيسٍ قماشيّ، ويرميها من أعلى التل بعد أن يهشّم رأسها.
طيف، طفلةٌ بريئةٌ ذهبت إلى الله، ةهي الآن محض حكاية لايمكن أن تنسى، ولم قضيتها حزنًا في قلب أهلها فحسب، بل في قلوبنا جميعًا، ولكن، حتى وإن هي ذهبت، فالضمير لم يذهب بعد، ولأنّ الضمير الإنساني بطبيعتهِ بلا ميولٍ ولا إتجاهات، فضلًا عن كونهِ بلا حدود، ينبغي أن يكون له صوتٌ ولسانٌ وسلطة في جلسة المحاكمة يوم غدٍ، والتي سيتم فيها النطق بالحكم ضد مرتكبيّ هذه الجريمة البشعة، بحق تلك الملاكِ الصغيرة، الطفلة #طيف_الرفاعي، ولكي يَسمِع القضاء كلمتنا، يتوجب علينا قولها ؛بثقةٍ وقوة وصوتٍ عالٍ : #مطلبنا_القصاص وتنفيذ شرع الله بحق هؤلاء المجرمين، وكفى بالله وكيلا.