في زمن الانقسام الرئيس علي ناصر محمد يدعو إلى مؤتمر وطني للسلام
قاسم الهارش
في الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية جاءت كلمة فخامة الرئيس المناضل علي ناصر محمد محملة بروح ا...
في الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية جاءت كلمة فخامة الرئيس المناضل علي ناصر محمد محملة بروح المسؤولية الوطنية وواعية بحجم اللحظة المفصلية التي تمر بها البلاد. إنها ليست مجرد كلمة احتفالية بل رؤية نابعة من ضمير قائد خبر تاريخ اليمن وتحمل مسؤولية الحفاظ على وحدته، واستشرف مبكرا خطورة الانزلاق نحو دوامة الصراع والانقسام.
لقد أكدت الكلمة في مضمونها العميق على أن الوحدة اليمنية، رغم ما تعرضت له من انتكاسات وتشويه، تظل منجزا وطنيا وتاريخيا عظيما، تحقق بإرادة شعبية ونضال وطني طويل، ويجب اليوم تجديد الالتزام بحمايتها، لا بالشعارات، بل بإرساء دعائم العدالة والمساواة، واحترام التعدد، ورفض الإقصاء والتهميش.
ولعل ما ميز كلمة الرئيس علي ناصر محمد، هو طرحه الصادق و العقلاني لمخرج من الأزمة اليمنية، يتمثل في عقد مؤتمر وطني شامل للسلام، داخل اليمن لا خارجه، وبرعاية إقليمية ودولية. وهو طرح يجد صداه عند كافة القوى الوطنية المخلصة، في الداخل والخارج، ممن أدركوا أن لا سبيل لاستعادة الدولة وبناء المستقبل سوى بالحوار والمصالحة، لا بالإقصاء أو الحسم العسكري.
كما لم تغفل الكلمة الواقع الإنساني المؤلم، خصوصا في عدن، التي اختنقت تحت وطأة الحرب والحرمان، ولم تعد قادرة على تحمل كلفة الانقسام وغياب الدولة. فجاءت دعوة الرئيس علي ناصر محمد لعودة مؤسسات الدولة تحت قيادة منتخبة واحدة، وجيش وطني موحد، كأرضية ضرورية للسلام المستدام والاستقرار الحقيقي.
واللافت أن كلمة فخامة الرئيس لم تقتصر على الشأن الوطني فحسب، بل امتدت لتجسد عمق الانتماء القومي، في تضامن صريح مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ضد آلة العدوان والإبادة التي تستهدفه، مجددا موقف اليمن التاريخي الثابت تجاه فلسطين.
فإن ما عبر عنه الرئيس علي ناصر محمد يمثل صوت العقل والضمير، ويعيد التأكيد على أن اليمن لا يمكن أن ينهض إلا بوحدة إرادته الوطنية، وتغليب لغة الحوار، والإيمان بمستقبل يستوعب الجميع دون استثناء.
كلمة فخامة الرئيس لم تكن مجرد موقف سياسي، بل هي دعوة للحياة، للسلام، ولعودة الدولة... كلمة تستحق أن تقرأ بتأن وأن يبنى عليها فعل وطني جامع، يليق بتضحيات اليمنيين، ويؤسس ليمن جديد يضع الإنسان، وحقوقه، وكرامته، فوق كل اعتبار.