عدن.. بين الهوية ومخاطر الإقصاء

عدن ليست مجرد مدينة ساحلية بل كيان حضاري متكامل له جذور ضاربة في عمق التاريخ وهوية مدنية عصرية تميزت بالتنوع والانفتاح والتعايش. غير ان هذه الهوية اليوم تواجه تهميشا وإقصاء ممنهجا طال ابناءها وبناتها على حد سواء، في مشهد يعيد انتاج دوائر الظلم التاريخي المستمر حتى اليوم.

ابناء عدن رجالا ونساء باتوا يقصون من ادارة شؤون مدينتهم ويستبعدون من مواقع القرار بينما تمنح المواقع الحساسة وفقا لمعايير الولاء السياسي والمناطقي لا الكفاءة والانتماء ، اليوم لم تعد عدن تدار بروح مدنيتها بل بعقليات الغلبة وتقاسم النفوذ والمصالح وهو ما افرغ المؤسسات من دورها وجعل المدينة ضحية صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل.

فالمراة العدنية برغم تاريخها الحافل بالمشاركة المجتمعية والثقافية والرياضية ،تستبعد بشكل فاضح من التمثيل السياسي خصوصا في التعيينات الرئاسية الاخيرة والسابقة وبالمواقع المفصلية ،هذا الغياب القسري لا يمسها وحدها بل يضعف كل مشروع لبناء عدن عادلة ومتوازنة.

ان استمرار هذا الإقصاء الشامل يهدد ليس فقط الهوية العدنية بل مستقبل المدينة باكمله فعدن لا يمكن ان تنهض الا بابنائها جميعا رجالا ونساء ممن حملوا في ذاكرتهم قيم التعايش والعمل والبناء. 
ان الاعتراف بحق ابناء عدن في ادارة مدينتهم واستعادة دور المراة في الفضاء العام هو المدخل الحقيقي لاي اصلاح او استقرار.

مقالات الكاتب