"رُحماء بينهم"
صباح اليوم الخميس، ومن قلب المعاشيق، بقبعة زنجبارية، وكمر حضرمي يشد به معوزه بعيداً عن مظاهر التصنَّ...
سامي أنيس الكثيري مدير الشؤون القانونية لمصلحة العقار، هو ابن حي السلام. هذا الحي الذي نغترف من معينه صنوف المحبة والمودة ورقي التعامل الذي ميز كل من سكنه، حيث تجد ذلك الرقي ملازم لأبناء حي السلام سواء في علاقاتهم الشخصية أم في علاقاتهم العملية. وهذا ما رأيناه في شخصية سامي أنيس الذي تشرفنا مؤخراً بزيارته في مكتبه المزدحم دوماً بهموم المواطنين الذين يراجعون معاملاتهم العقارية ومع ذلك تجده لا يتفوّه إلا بالكلم الطيب ولا تفارق محياه الابتسامة النادرة التي لا تجيدها إلا في شخصٌ سامي بأخلاقهِ، سامي بقيمهِ، سامي بكل شيء يعظم إنسانيته. وكأن اختيار اسمه عند ولادته لم يكن بمحض الصدفة ربما تلقى والديه إشارات ودلالات وأسرار - كما نعتقد نحن معشر الصوفية - جعلتهم يختارون هذا الاسم اللطيف ذو الأبعاد النبيلة .
زرته في مكتبه الواقع في الدور الثاني من مبنى مصلحة العقار، بمعية ابن عمي العقيد حسن باعلوي، وقبيل دخولنا للمكتب التقيته عند بوابة العقار، وليس مبالغة إن قلت لكم إن سامي لم يستطع مد يديه بأريحية لمصافحتنا؛ نظراً لكثرة الملفات التي يحملها بيده ناهيك عن الحقيبة السوداء التي أقصمت ظهره بما تحتويه من ملفات أخرى لمواطنين. وكما أخبرني الاستاذ سامي أن جميع الملفات التي يحملها هي معاملات يوم واحد فقط .
إدارة العقار ليس كمثلها شيء في المشكلات المتشابكة والمتداخلة والمتشابهة فضلاً عن وجود هوامير الأراضي ومافيتها الذين يملكون مخططات خيالية وشاسعة تفوق في مساحتها دولتي قطر والبحرين معاً مع فائق تقديري واحترامي لهاتين الدولتين الرائدتين في التنمية والإعمار في الوقت الذي يملك فيه شخصٌ واحدٌ مساحتمها دون أن يُعمرها أو حتى يضع عليها بلكةٌ واحدة. والأغرب من ذلك تجد هذا الشخص يدَّعي امتلاك هذه المساحة والتي قدّرها جده السادس عشر بضربة بندق، مع العلم بأن في زمن جده لم يصل العقل البشري إلى اختراع منطب فما بالنا بالبندق .
وخلال الزيارة تحدث إلينا سامي بحرقة المدافع عن أرض الدولة التي تتعرض للسطو في كل حين ومن أُناس - كنت أعدهم أجلاء - وكان يفترض عليهم أن يكونوا أول المدافعين عن أملاك الدولة لكونهم يُمثلون القانون والعدالة؛ ولكن للأسف غرتهم العملة ذات العقال والتي أصبحت هي السائدة في عملية بيع وشراء الأراضي. متناسين أن التاريخ لا يرحم وغافلين أيضاً عن قول الشاعر الشعبي باحريز ( من سرطها فقر بيخرجها مغاضيف ) .
الحمولة على سامي ثقيلة؛ ولكن عشمنا فيه كبير جداً وثقتنا به أكبر، ولم نرى من هو أكفأ منه في تولي منصب الشؤون القانونية والذي يُعد عصب العمل وأهم مركز في مصلحة العقار. إذ أن هذا المنصب لا يصلح إلا لشخص كسامي حباه الله بالنزاهة والأمانة والقوة والنفس الطويل إلى جانب الإلمام بالأنظمة واللوائح والقوانين .
كل التوفيق استاذ سامي، وكن شوكة في حلوق الفاسدين، وقم بتعريتهم؛ حتى يعرف القاصي والداني أفعالهم الدنيئة التي يخفونها تحت عباءة الفضيلة والقيم المُثلى. كما نرجو من السيد المحافظ الوقوف إلى جانبك واسنادك في معركتك الحامية ضد الفساد والمفسدين .
أشرف باعلوي