منظومة الفساد في اليمن ضعف أضعاف مساحتها
كعادتي اليومية في متابعة الاخبار، أبكاني خبرعاجل : " إستقالة الحكومة اللبنانية " ، بالتأك...
مرت أربعين يوم على وفاتك ياأبي ... ونتحدث عنك ،
إلا أن الكلمات ...لن توفيك حقك .
وكل عبارات الحزن أن سردتها ، فأنها لن تخفف حزني .
ولا يعادل الدمع ...وأن صار دم
حجم وجعي بفقدانك .
ياأبي ...لماذا تركتنا الان ؟
فنحن لم نكبر بعد ، كي نواجه قسوة الحياة بدونك .
ولم نتعود بعد ...على غيابك الطويل هذا .
مضى رمضان ياأبي ...ولم نتسابق أن وأنت من اول يوم ، ككل رمضان على قراءة القرآن ..كي نختمه في أخره .
و جاء العيد ...ومضى بلا فرح
وبلا أمنيات ...ياأبي .
أبي حبيبي ...
قل لي :" بأنك ستعود ذات يوم ليس ببعيد ، وستكون معنا في كل رمضان ، وفي كل عيد
وانت العيد ، ياكل اعيادي " .
ياأبي ...ياأعظم الشرفاء
ماذا عسايّ أن أقول لك:" أنك كغيرك من الشرفاء ، بعد الموت تُذكرون ، وتتوالى عليكم التعازي ، فيتعرون واحد تلو الأخر ، ويظنوا بأنهم حين ترحل انت ، فأنهم يستريحون....
انهم يألمون ياأبي ، ويتألمون .
فغيابك أبكى الثرا والثريا ...
أما هم فمازالوا يتسألون ، ويتسولون من يبكي عليهم ، أو عليهم من سيترحمون .
أيا كلّ موطني ...
أحدثك ياأبي عن مدينة غطى وجناتها الوردية لون السواد ، و كسى الوباء جسدها ، ونخرت الأوساخ والقاذورات عظامها ، و تعطرت بريح المستنقات ، هي هذه المدينة عدن ياأبي ....
عدن المغتصبة ، المستباحة ، عدن المحبوبة التي قتلتك وسرقتك منا ، عدن التي لم يتبقى منها سوى ذكرياتك .
عدن التي شهدتها ولم تعرفها انت قبل عدة أعوام مضت ...
وعزمت على أن تعيد طرحتها البيضاء ، ولم تنتبه بأنها :
ملطخة بالدم و موسومة بالجرم والإرهاب و العنف ، وببراءتك وعشقك لها ، لم تلحظ أوشامها تلك ، فأهدتك أقبح النفوس لتجعل منهم سلطة عليها وعليك وعلينا .
هي تلك موطنك التي لم تراعيك كما كنت أنت تراعيها .
سامحني ...ياآية السماء
سامحني ...ياوجع الروح
سامحني ...ياطهر العذراء
فهذه المدينة ...
لم تكن تستحقك ،
ولم تعطيك حقك ،
ولم ترد لك دينك ،
فرحلت أنت ...وبقيت هي
فرحة بأبنائها العاقين .
فسلام عليك ...حيثما انت
وسلام لك ...أينما كنت
وسلام إليك ...إلى حين ستعود .
إبنتك عفراء الحريري